تهّكم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول أمس في خرجة لم تكن في الحسبان , جرّاء ردّه على سؤال بأن العالم الغربي و خصوصا المدافعين على حقوق الإنسان لم يعد النوم يعرف طريقا إلى جفونهم , قائلا بأن من يريد استعادة النوم عليه قلب المعادلة و الموازنة في التشبيه و التقريب و المقاربة .
حيث أسدى نصائح لبعض المتزّلفين الذين يدّعون إفشاء السلام و عدم إدارة ظهرهم لكل ما يحدث من دمار في العالم , أين طالب من هؤلاء كلهم باعتبار أوكرانيا هي فلسطين و روسيا هي أمريكا التي يأتمر الكيان الصهيوني الغاصب بأوامرها , و يطرح هنا لافروف السؤال بالمعكوس يعني لماذا ينعم الأيديولوجيون بالنعاس و النوم على الفراش الوثير و أطفال وشيوخ و عجائز غزّة يذبحون وراء كل طلعة جوية لكل طيار صهيوني.
و لماذا ينام هؤلاء و المسجد الأقصى يستباح بحجّة القيام بطقوس دينية توراتية يراد من خلالها إدخال عجل بالقوة لبهو قاعة الصلاة , و لماذا عندما يقف الشرطي الصهيوني إلى جانب المستوطن و يسحل الفلسطيني و يؤذى و تؤذى نساء فلسطين و العالم كله يتفرج أليس هذا أحّق بأن يغادر النوم أعين من يدّعون أعراض “الأنسومنيا” .
و من خلال تهكّمه , لافروف زاد طينة سخريته بلّة حيث أضاف لماذا لا يسرق النوم من أعين من يدّعون حب الإنسانية عندما تدّمر سوريا مهد الحضارة بغارات جوية ليل نهار , و نحن من منبرنا نضيف و نقول لماذا نام هؤلاء أيضا عندما استبيح العراق ظلما و جورا و تم شنق رئيسه في يوم عيد المسلمين .
تصريحات وزير الخارجية الروسي راحت تمّس القارة السمراء و تغاضي العالم الغربي عنها , الذي أصبح همّه بترولها و غازها و معادنها الثمينة و ذهبها و ألماسها فقط , أما الإفريقي فليذهب إلى مزبلة التاريخ , أين لمّح من خلال تصريحاته أيضا عن كيف ينام العالم الغربي قرير العين و فرنسا تعيث فسادا في مالي و النيجر و قائمة المستباحة أرضهم طويلة لعّل أبرزها الصحراء الغربية التي لا تزال تعاني ويلات الإستعمار من القوات الملكية المخزنية .
و تعّبر تصريحات سيرغي لافروف من خلال إعادة قراءتها على تحصيل حاصل لسنوات من القهر و الظلم الذي عاث من خلاله الغرب فسادا في أرجاء المعمورة منذ حرب الكوريتين إلى حرب فيتنام و كذا الصومال و العراق و سوريا و ليبيا , و بث القلاقل في مختلف البلدان العربية و الإفريقية لخدمة مصالح العالم الغربي و تعّد هذه التصريحات بمثابة كلمة قف لكل ما جرى و لكل ما يجرى و سوف يجري .