ما قل ودل

بحضور جيل من المجاهدين و أبنائهم…الوهرانيون يستذكرون مجازر 8 ماي بطريقة أكاديمية

صورة تجمع المجاهدين و السلطات و الأكاديميين كرمز للمحافظة على عهد الشهداء

شارك المقال

استذكر الوهرانيون صبيحة أمس ممثلين بفئة المجاهدين و أبنائهم و كافة الأسرة الثورية بمعية جمع من الشباب و الأساتذة الجامعيين , الذكرى السابعة و السبعون من مجازر الثامن ماي التي أبيد من خلالها أكثر من 45 ألف شهيد سالت دماؤهم الزكية من أجل أن تحيا الجزائر حرّة أبية .

و كانت هذه الذكرى على غير سابقاتها ذات بصمة أكاديمية أبدع فيها الأساتذة الجامعيون من عيار الأستاذين محمد بن جبور و محمد بلحاج من خلال إعطاء الجماهير التي أمّت القاعة شروحا وافية و كافية حول الوضعية التي عاشها الجزائريون قبل و أثناء و بعد مجازر الثامن ماي و كيف كان لهذه الأحداث الدامية فضل كبير على تنمية الوعي في صفوف الجزائريين .

حيث أشار بشأن ذلك رئيس مخبر مصادر و تراجم بجامعة وهران الأستاذ محمد بن جبور على النقلة النوعية التي عرفها الفكر السياسي التحّرري للحركة الوطنية الجزائرية جرّاء ما ترّتب عنه من هذه الأعمال الدموية التي ارتكبتها فرنسا اتجاه الشعب الجزائري , و التي أضاف بشأنها الأستاذ بن جبور أن مثل هكذا جرائم ضد الإنسانية لا يمكن لها أن تسقط بالتقادم مهما برّرت فرنسا أفعالها في تلك الحقبة المظلمة من تاريخها العفن .

و جاءت تصريحات الأستاذ محمد بلحاج تصّب في نفس قالب زميله مضيفا زاوية معالجة لهذه الأحداث بالنسبة لمدينة وهران , أين ذكّر بكل من كان له الفضل في إذكاء نار الغيرة الوطنية في أوساط الشعب الجزائري و التي ما انفك يزيد لهيبها حتى اشتعلت من خلالها نيران الثورة الجزائرية المقدسة , التي ظلت و لا تزال حديث كبريات الجامعات العالمية بمجرد الخوض في قضايا التحرر العادلة. و استند محمد بلحاج من خلال حديثه على التأريخ لما قبل الأحداث و أثناءها و ما بعدها مشيرا في ذلك أن الشعب الجزائري خرج من منطلق السلمية لكن العدو الفرنسي جابه المظاهرات بكل عنجهية , و هو ما ولّد إرهاصات ثورة مجيدة سارعت بطرد فلول المحتلين إلى غير رجعة .

بينما أرخت الاستاذة صوافي زهرة رئيسة قسم التاريخ و علم الاثار بجامعة وهران للفترة التي سبقت هذه المجازر من خلال تسليطها الضوء على فترة الإنزال التي قامت بها جيوش الحلفاء من أجل التصادم مع قوات المحور خلال الحرب العالمية الثانية , و التي قيل بشأنها الكثير حيث استعملت الأسلحة الأمريكية و كذا وسائل الإتصال التي تركها الحلفاء وراءهم كي تكون وقود الثورة التحريرية المسلحة فيما بعد .

و للإشارة أنه و بعد انتهاء المحاضرات خاض الحضور في نقاش مفتوح حول هذه المجازر الدموية و أفاد بعض المجاهدين و المجاهدات بشهاداتهم التاريخية إزاء هذه الأحداث , حيث أسهبت المجاهدة فتيحة الزموشي إبنة العلامة محمد الزموشي في الموضوع ,علما أن والدها كان مبعوثا لجمعية العلماء المسلمين بمدينة وهران و أحد رواد التنوير بفضل مساهمته في إنشاء مدرسة الفلاح التي كانت ندّية للمدرسة الفرنسية و يعتبر من الأوائل الذين شهدوا تأسيس فريق مولودية وهران سنة 1946 .

للتذكير أن هذه الندوة التاريخية كانت من تنظيم منظمة المجاهدين و بالتنسيق مع منظمة أبناء المجاهدين لولاية وهران , حيث تذخل مثل هكذا تظاهرات مثلما أوضح الدكتور مراد غزالي خلال حديثه المقتضب مع جريدة المقال ضمن التوصيات المنبثقة من خلية التفكير , التي ترأسها الدكتورة حسيبة بوسالم بمعّية جمع كبير من كوادر الجامعة الجزائرية و التي يصّب نشاطها ضمن التفكير في اقتراحات صائبة تكون بمثابة حلول ناجعة من أجل مستقبل أفضل للجزائر الجديدة .

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram