تحت إشراف البروفيسور سعاد بسناسي مديرة مختبر اللهجات ومعالجة الكلام، تم تقديم الندوة العلمية رقم 35 عبر تقنية غوغل ميت من طرف الباحثة إيمان عرعار طالبة في السنة الثانية دكتوراه تحت إشراف الأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي ، وكانت موسومة بـ: “التقنية في تعليم اللغة العربية الماهية والتحول”.
والتي شهدت حضور أعضاء مخبر اللهجات ومعالجة الكلام الد. كمال عمامرة , د. عائشة دوبالة وأساتذة من جامعات أخرى من أمثال د محمد تنقب من جامعة الشلف، و د. هشام رحال من جامعة غيليزان، و د. مسعود جوادي من المركز الجامعي بآفلو، و د. عادل بلخيري من جامعة قسنطينة 01، وطلبة الدكتوراه من جامعة وهران ومن جامعات أخرى .
حاولت الباحثة إيمان عرعار في بداية الندوة ضبط بعض المصطلحات المتعلقة بموضوعها إجرائيا من بينها مصطلح التكنولوجيا إذ قالت أن التكنولوجيا مصطلح يوناني الأصل وهي مجموع التقنيات والمهارات والأساليب الفنية المستخدمة في تحقيق الأهداف، كما أنها ترى أن التكنولوجيا هي من بين التحديات التي تواجه اللغة العربية خاصة عندما يتعلق الأمر بتقنيات التعليم المتطورة والفعالة المستخدمة في إيصال العلوم إلى المتعلمين وتعليم اللغة العربية .
والتي أسهمت بدورها في تطوير العملية التعليمية، وفي هذا السياق تقول الباحثة أنه يلزمنا أن نفّرق بين تكنولوجيا التعليم كمجال وتكنولوجيا التعليم كمهنة، وتكنولوجيا التعليم كعملية، ومن ثم عرّجت على ذكر إشكالية الخلط بين مصطلحي تقنيات التعليم، والوسائل التعليمية .
فتقنيات التعليم حسبها ليست اسما جديدا لمفهوم الوسائل التعليمية , فالمصطلحان غير مترادفين ولا يمكن أن يحّل أحدهما محل الآخر فجذور كل من المفهومين مختلفة, فأصول مفهوم الوسائل التعليمية ترجع إلى القرن الخامس عشر، في حين أن جذور مفهوم تقنيات التعليم ترجع إلى بدايات القرن العشرين.
و تقنيات التعليم عملية فكرية عقلية تهتم بالتطبيق المنهجي لنظريات التعّلم والتعليم والاتصال ونتائج البحوث المرتبطة لتطوير العملية التعليمية , في حين أن الوسائل باعتبارها أجهزة ومواد وأدوات فهي من الأشياء المادية , وتأتي فاعليتها في إطار علاقتها بباقي مكونات مجال تقنيات التعليم.
أما تقنيات التعليم الميداني أكثر اتساعاً وشمولاً من ميدان الوسائل التعليمية , ويتسع مجال تقنيات التعليم ليشمل مجال الوسائل التعليمية , فالوسائل التعليمية (المجال الأصغر) منظومة فرعية تنتمي إلى منظومة تقنيات التعليم الكلية (المجال الأكبر)، ولا يشير ذلك إلى أن المفهومين غير مترابطين بل هما مترابطان في إطار منظومي كامل.
بعد ذلك ذكرت الباحثة أهم التقنيات الحديثة المستعملة في تعليم العربية , وهي ترى أن إدماجها في شّقها الوسيلي والتقني في تعليمية اللغة العربية يحّقق قفزة نوعية لأعلى المستوى التعليمي فقط بل يكون لها أثر إيجابي في تحقيق الغايات البيداغوجية , كما أنها تؤثر على العملية التعليمية من خلال تنوع طرائق العرض والإفهام و كذا سهولة توفير المعلومات.
وفي ختام هذه الندوة قدّمت الباحثة إيمان عرعار مجموعة من التوصيات من بينها ضرورة توفير الوسائل و الأجهزة التي تسهم بشكل أو بآخر في تفعيل عملية تعليم اللغة العربية و آدابها و بمضامينها المختلفة و المتنوعة في الجامعة الجزائرية , ضمان تكوين و تدريب مستمرين فيما يخص استخدام و استعمال الوسائل التعليمية و تقنيات المعلومات و الاتصال الحديثة للطالب و الأستاذ و كذا تشجيع البحث العلمي باللغة العربية مع استخدام تقنيات الاتصال الحديثة و الأجهزة و الوسائل الرقمية المتطورة و ختمت هذه التوصيات بفتح نقاشات دورية تتناول موضوع اللغة العربية تعليما و تعّلما و التكنولوجيا في ظل عصر المعلوماتية و الإقتصاد المعرفي .