أخذت الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الجيش الصهيوني مدعوما بأفراد من المستوطنين الجبناء في حق الصحفية الفقيدة شيرين أبو عاقلة منحى فنيا هذه المرة , حيث تأثر فن الراب بأمريكا بوقع هذه التصفية الممنهجة التي تعرضت لها الإعلامية الفلسطينية اللامعة , و اتسمت الأغنية التي أداها فنان راب أمريكي صاعد بطريقة ساخرة بلهجة الغضب و الإتهامات للجانب الصهيوني .
و عقب أدائها الذي جاء موازيا لأداء الفنان الراحل المتمّرد و المثير للجدل “تو باك” , حملت هذه الأغنية طابع التحقيق مع قاتل شيرين أبو عاقلة , أين كان المغني يسأل و المستوطن الغاصب يجيب عن سبب تصويب رصاصة قاتلة على رأس شيرين , علما أنها يقول فنان الراب الأمريكي كانت ترتدي خودة و سترة الصحافة مصحوبة بكاميرا و مايكروفون .
عندها يجيب المستوطن أن هذه الصحفية بالذات كانت ضمن قائمة سلّمت له من مسؤوليه , و أنها المقصودة بالتصفية و هنا ينطلق المغني بسرد حياة الصحفية و اختصر مسيرتها الإعلامية التي قاربت الثلاث عقود استثمرتها كلها في كشف حقيقة الكيان الصهيوني و لم تتسّتر و لو لمرة على جرائمه .
و بصيغة السؤال الذي يليه جواب غير مقنع من قبل المستوطن الجبان الذي يتسّتر على جريمته باتهام الصحفية المغدورة بأنها كانت إرهابية , و هنا يبدأ مغني الراب بمرحلة الدفاع عن شيرين أبو عاقلة بأنها كان يهابها الصهاينة حية و ميتة و حتى داخل نعشها يضيف الفنان الأمريكي باتت شيرين مصدر قلق و خوف من المحتلين .
و جاءت كلمات مغني الراب متناغمة و مفهومة و اعتبرت رسالة موّجهة و واضحة المعالم و داعمة لنضال الشعب الفلسطيني و تعّرف بالقضية الفلسطينية لكل من يجهلها عبر فن غنائي ساخر يعيب على العدو الصهيوني حملته الشرسة التي يخوضها ضد كل ما هو فلسطيني .
و يبدو أن روح شيرين أبو عاقلة لا تزال تلهم الفنانين و الكتاب عبر ربوع العالم و أصبحوا يستلهمون منها العبر , و أصبحت الصحفية الفلسطينية المغدور بها مثالا للحرية و ضد الموجات الإستعمارية التوسعية عبر العالم , و من المنتظر أن ينصب لشيرين التماثيل عبر ربوع بلدان العالم حيث اعتبرت شهيدة الحرية بإمتياز تماما كما حصل لتشي جيفارا الأرجنتيني و زاباتا المكسيكي .
و فيما يلي بعض كلمات قصيدة فنان الراب الأمريكي بعد ترجمتها :
تلك كانت صحفية؟
ظننت أنها كانت إرهابية
لا يهمني
لقد كانت فلسطينية
لقد كانت ضمن قائمتي
كانت ترتدي خوزة
ولديها كاميرا ومايكروفون
بدا لي ذلك كأنه سلاح
أو شيء مريب كان يحدث
للتذكير أن شيرين استشهدت يوم الأربعاء 11/5/2022 بعد إصابتها بطلق ناري تحت أذنها، خلال تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمخيم جنين، ما أسفر عن استشهادها.
وتم تشييع جثمان الشهيدة شيرين، الجمعة الماضية، في جنازة حاشدة في مدينة القدس، لم تشهد لها فلسطين مثيلاً، ولم تخلُ من اعتداءات قوات الاحتلال التي حاولت منع الفلسطينيين من المشاركة في مراسم التشييع