فقدت الساحة الفنية الجزائرية أحد أعمدتها حيث غيّب الموت يوم أمس الفنانة شافية بوذراع عن عمر 92 عاما , المرحومة عرفها الجمهور الجزائري في رائعة محمد الذيب “الحريق ” و التي تحكي بؤس الجزائريين أيام الإستعمار الفرنسي أين تقمصت المرحومة دور “لا لا عيني” في دار سبيطار و هي المنزل الذي دارت فيه أحداث هذا المسلسل الذي زلزل الساحة الفنية حينها و تابعه الصغير و الكبير .
كما شاركت في فيلم خارجون عن القانون وفيلم بلديون(فيلم) للمخرج العالمي رشيد بوشارب , و اعتبر خبراء الفن الرابع و السابع في الجزائر و العالم العربي رحيل الفقيدة خسارة جديدة وكبيرة بالساحة الفنية الجزائرية معتبرين الفنانة شافية بوذراع أيقونة السينما الجزائرية
وأعلنت عائلة الفنانة وفاتها، مساء اليوم الأحد، بعد صراع طويل مع المرض، فيما يتوقع أن يتم دفنها بعد صلاة المغرب، اليوم، بتوقيت الجزائر مثلما اشرت إليه بعض المصادر المقربة من عائلة الفقيدة .
و تشاء الصدف أن ترحل الفنانة شافية بوذراع بعد يومين فقط من رحيل زميلها أحمد بن عيسى الذي أدّت معه عدة أدوار أبرزها في فيلم “كحلة وبيضاء” , وقد استغرق مشوارها الفني 47 سنة كانت فيه انطلاقتها بفضل الراحلة فتيحة بربار من الإذاعة الجهوية لمدينة قسنطينة حيث قدمت من هناك فيلما إذاعيا بعنوان “الهزي” .
وظهرت في أول دور رسمي لها في شخصية “حرية”، العمل كان من توقيع المخرج مهداوي. انطلاقتها الحقيقية في المسرح كانت على يد مصطفى كاتب الذي منحها أدوارا في عديد الأعمال على غرار “دائرة الطباشير القوقازي”، “المرأة المتمردة” .
و بهذه المناسبة الأليمة يتقّدم عمال جريدة “المقال” بالتعازي القلبية لعائلة الفقيدة و أن يلهمهم الصبر و السلوان و أن يتقبل المرحومة بواسع رحمته و يدخلها فسيح جنانه – إنا لله و إنّا إليه راجعون -.