ما قل ودل

نحن نحارب الناجح حتى يفشل…و هم يساندون الفاشل حتى ينجح

شتان بين ما حصل لفينسيوس و ما لقيه بلخيثر و بونجاح

شارك المقال

لمعان فينسيوس يوم البارحة في نهائي الشامبيونزليغ لا يعود فيه الفضل لهذا اللاعب لوحده بل لمنظومة الميرينغي بأكملها التي استطاعت أن تصنع من هذا الأسمر الذي كان نكرة منذ أربع سنوات نجما كرويا عالميا أصبح يتسيد على أرقام بورصة أغلى اللاعبين في العالم .

و صبرت عليه إدارة “فلورونتينو بيريز” و على أدائه حتى عولج بأتم معنى الكلمة و بات البرازيلي يحفر إسمه في سجل الأرقام القياسية , حيث أصبح أصغر لاعب يسّجل في نهائي رابطة الأبطال للريال بعمر 21 عاما و320 يوما بعدما فعلها قبله ماركو أسونسيو الذي يفوقه ب 187 يوما .

هذا البرازيلي الذي احتضنته منذ الصغر مدرسة فالديبياس المدريدية كان يمتلك موهبة المراوغة منذ صغره , و كان أول من آمن بقدراته الأسطورة زين الدين زيدان الذي كان يقحمه رغم اعتراض جماهير المدريديستا في الخط الأمامي لكنه كان دوما يفتقد للمسة الأخيرة .

و فكرت كم من مرة إدارة الميرينغي لوضعه في قائمة المسّرحين حتى أنها في أحد المرات أرادت مقايضة مبابي بفينيسيوس و لاعبين آخرين , لكن حنكة زيدان و بصيرته لما هو آت حالت دون تنفيذ هذا المخطط , حتى أصبح هذا البرازيلي صاحب الوصفة الشافية بفضل تعليمات أصدقائه الذين دخلوا على الخط و صاروا سندا معنويا له في الميدان لعّل أبرزهم بن زيمة و كازيميرو الذي في أحد المرّات نصح فينيسيوس بإغماض عينيه و التسديد أمام المرمى فقط .

فما فعله زيدان و كاسيميرو و بن زيمة و أيضا صبر جماهير المدريديستا و إدارة الميرينغي على هذا اللاعب , يرجعنا لإثارة وجه المقارنة لما يحدث عندنا عندما يمر أي لاعب بفترة فراغ و الأمثال على ذلك كثيرة و متشعبة , مثل بغداد بونجاح الذي كما يعلم الجميع كان صاحب الفضل في تتويج الخضر بكأس إفريقيا لكن الجماهير التي خرجت و غنّت و رقصت على إنجازه هي نفسها التي عاتبته و ضغطت لعدم إعادة استدعائه لصفوف المحاربين .

و غير بعيد عن مثال بغداد هناك أيضا المدافع بلخيثر الذي لم ترحمه الجماهير بمجرد ارتكابه خطأ دفاعي و لم نعد نسمع باسمه في قائمة جمال بلماضي , و لنعد بعجلة الزمن إلى الوراء في عهد الكرة الذهبية أين أضاع جمال قندوز ضربة جزاء في كأس إفريقيا فهنا وقع كل الإخفاق على رأسه حتى اضطر ذات اللاعب مثلما صّرح في أحد المرّات إلى الإعتزال مبّكرا من هول الإنتقاذات .

فحقا كان عند صاحب نوبل في الكيمياء المرحوم البروفيسور المصري “أحمد زويل” حق عندما سألته إحدى الصحفيات المصريات عن سّر تطور العلماء العرب عندما يذهبون للمهجر , فكانت إجابته وافية كافية عندما قال ” نحن نحارب الناجح حتى يفشل و هم  يساندون الفاشل حتى ينجح ” و الحديث قياس .

 

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram