ما قل ودل

يعتبر الجدُ الرابع للأمير عبد القادر…العلّامة قادة بن مختار الولّي صاحب الكرامات

ذاك الشبل من ذاك الأسد

شارك المقال

لحد الآن لا نعرف عن الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة سوى النزر القليل من المعلومات عن تجاهل أو عن نسيان أو حتى عن سياسة فرنسا الخبيثة التي طمرت و سرقت و حرقت كل ما تعلق بالأمير عبد القادر الذي أرق مضجعها حيا و ميتا .

فالكثير منا يجهل أجداد الأمير عبد القادر الذين كانوا من الأولياء العاملين بعلمهم و من بينهم على سبيل المثال لا الحصر سيدي قادة بن مختار الولّي الصالح  صاحب الكرامات.

حيث تقول المخطوطات العلمية التي استثنيت من الطمس و حفظت في أماكن آمنة أن  العّلامة الإمام عبد القادر سيدي قادة وُلد في العقد الرابع من القرن العاشر للهجرة، في حدود عام 945هـ تقريباً، وتُوفِّي في العقد الرابع من القرن الحادي عشر للهجرة، في حدود سنة 1043هـ.

انتقل طيب الله ثراه من مسكن والده، في محلة باب علي، وسط مدينة معسكر، إلى الجبل الذي هو مدفون به، والمعروف بجبل سيدي قادة بنواحي معسكر .

كان العلّامة الولي الصالح متحلِّيًا بالسكينة والوقار والنزاهة والعفة، وجمع بين رئاسة الشرق والغرب، وحاز على الإجازة الكبرى من بين معاصريه، واختص بالمشيخة العامة الكبرى من بين مُقارنِيه.

وتقدَّم في زمانه على ذوي الإرشاد والتربية، في سائر الآفاق والبلاد، وكان أعصف أهل هذا الشأن في وقته ريحًا، وأكثرهم عن البيان في علوم الحقائق تصريحًا، قَلْبُ أسرارِه قَليبٌ واسع، وغَوْرُه في العلوم الإلهيَّة بعيد شاسع .

لا يُقرطِسُ غَرَضًا إلَّا أحماه، ولا يُفَوِّقُ سَهمًا إلا أصاب مَرماه، طار صيتُه كلَّ مَطار، وأخذت مسامعه القلوب والأسماع والأبصار، وكان لِغَريس في وقته الفخرُ به على سائر الأقطار، تلمذ له أهل المغرب الأوسط، فما أحد منهم تأخَّر عن الأخذ عنه ولا قسَّط .

صاحب كرامات ظاهرة، وخوارق باهرة، سافر ومكث في تلمسان، وقرأ فيها علومًا كثيرة، من ذلك مختصر السعد، وغيره من كتب التراجم، وتتلمذ على يديه ولاةٌ كثُرٌ ممن كانوا في عصره، وذكرته مصادر كثيرة بعضها كانت في عصره، وأخرى جاءت بعده، نذكر منها: كتاب “عِقْدُ الجُمان النَّفيس في ذكر الأعيان من أشراف غَريس” للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله التوجيني و كتاب “جوهرة العقول في ذكر آل الرّسول” للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي و كتاب “فتح الرحمن شرح عقود الجمان” للشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الجوزي الراشدي المزيلي…

وقد فُقِدَت وثائق الترجمة وسجّلاتها ومخطوطاتها وآثارها التي كان للأمير عبد القادر عناية فائقة بها، إذ تعمَّد الفرنسيون طمسَها أو حرقها أو الاحتفاظ بها،وهذا التصرُّف الفريد من نوعه لم نلمسه حتى في البلدان التي خضعت للاحتلال أيضًا، فلم يتعرض تراثها لهذا النوع من المحو الممنهج للمخطوطات والمصادر والسجلات، وهذا أدَّى إلى طمس هوية الأمير عبد القادر وأسلافه في الجزائر.

ولكن بفضل جهود أهل العلم والمؤرِّخين من السلف حُفِظت كثير من الآثار، ومنها الذاكرة المتعلقة بسيدي قادة وغيره من رجال الجزائر، حيث كانوا يتناقلون العلم بينهم عن طريق الرواية والحفظ والتلقِّي، ويُدوِّنون ما يحفظونه بحسب الظروف والإمكانات، وبذلك تركوا لنا كثيرًا من المخطوطات والتراجم، التي يصعب على أي احتلال مهما سعى إلى العبث بها، لوجودها في أماكن متنوعة، ومُجمَّعات علمية متفرقة في المعمورة.

منقول بتصرف من صفحة مؤسسة الأمير عبد القادر

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram