بأحرف من ذهب وقّع أطفال الثورة الشجعان أسمائهم في السجل البطولي للثورة , كان حلمهم في تحرير الجزائر أكبر من أعمارهم، ساهموا ، إلى جانب المجاهدين، في تحرير الجزائر، سواء بنقل مناشير سرية للمجاهدين، إيصال رسائل ثورية أو نقل قنابل للنيل من المستعمر.
أطفال الجزائر عاشوا آلاما عميقة طيلة فترة الاستعمار، من ظروف الإقصاء والاستلاب، كانوا لا يعرفون معنى للترفيه في الأماكن المخصصة للعب، وفي المدارس لم يكن مسارهم الدراسي في البداية عاديا.
في اليوم العالمي للطفل وبمناسبة الإحتفال بالذكرى الستون للاستقلال ، أبت جريدة المقال الإلكترونية الا أن تسّلط الضوء على شهداء الثورة المجيدة من الاطفال الصغار الذين التحقوا بالنضال العسكري وحمل السلاح رغم صغر سنهم .
أمثال ذلك الطفل عمر ياسف إبن القصبة المولود في سنة 1945 و الذي التحق بالثورة رغم صغره و استشهد مع رفاقه رفقة حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وحميد بوحميدي وكان عمر دون الثالثة عشر لما نسفت القوات الاستعمارية يوم 8 أكتوبر 1957 المخبأ الذي كانوا فيه بالقصبة .
و من القصبة العظيمة نستحضر أيضا ذكرى الشهيد الفتى لاعب المولودية بوعلام رحال الذي ألهم رفيقه في الزنزانة الفنان الباجي و أثر فيه فكتب أغنية ” يا المقنين الزين” , كما أعطت “فاطمة عياش” صورا بارزة في الشجاعة والتضحية خلال الثورة التحريرية، بعد أن التحقت بجيش التحرير الوطني بجبال الأوراس وعمرها لا يتعدى 16 سنة، رغم الرفض القاطع لوالدها، إلا أنها أصّرت على تحقيق أمنيتها، واختارت منطقة بريش بعين التوتة التابعة للولاية الأولى التاريخية، وهذا بعد أن تم رفضها في منطقة الصحراء بحجة غياب العنصر النسوي في صفوف جيش التحرير الوطني.
و لعل أصغر شهيد تم إحصاؤه خلال الثورة المباركة و عمره 14 سنة و الذي استشهد و سلاحه في يده وسلاحه الان بمتحف بيوغسلافيا هو الشهيد فراش خليفة من مواليد 1945 ببلدية أولاد هلال ( المدية ) و هو الأخ الاصغر للشهيد البطل أحمد اللوحي , إلتحق الصغير خليفة بصفوف جيش التحرير عام 1957 و عمره 12 سنة و رغم محاولات المجاهدين بتسجيله في الدراسة بهوية مزورة و هذا بأوامر العقيد سي أمحمد بوقرة إلا أن الصغير فر من مدرسة الزوبيرية بالمدية و ألتحق بأخوته الأربعة رابح عبد القادر , أحمد و محمد و كذا والده الشيخ ميلود و والدته كلثوم بصفوف الجيش .
و لازم الشهيد طيلة سنتين العقيد بوقرة و سمح له بأخذ السلاح الذي تحصل عليه بنفسه إثر كمين لجنود المستعمر , و قال حينها العقيد سي بوقرة السلاح من نصيبه طالما أنه تحصل عليه بنفسه , و كانت قطعة السلاح هذه من نوع “كارابين بمنظار ” و كانت أنذاك قطعة نادرة .
إستشهد الشهيد فراش خليفة يوم 05 ماي 1959 رفقة الشهيد العقيد بوقرة و رفاته متواجدة بمقبرة الشهداء بأولاد بوعشرة ( المدية ) , علما أن السلاح الذي كان يحمله الشهيد متواجد بمتحف بلغراد بيوغسلافيا سابقا , و كان قد أهداه الرئيس الراحل هواري بومدين للماريشال جوزيف بروز تيتو رئيس يوغسلافيا سابقا فرحم الله الشهيد و كل شهداء ثورة الفاتح نوفمبر 1954 .