تزامن تقرير الجزائر للتعليق “الفوري” لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها بتاريخ 8 أكتوبر 2002 مع مملكة اسبانيا, حسبما جاء اليوم الأربعاء في تصريح لرئاسة الجمهورية مع إندلاع موجة غضب شديد من قبل الأحزاب الإسبانية التي جرت أمسية اليوم بيدرو سانشيز للمسائلة في جلسة برلمانية ساخنة .
حيث إعتبرت رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الإسباني الذي يعتبر كثاني قوة سياسية في البلاد موقف إسبانيا خارج الإجماع السياسي وهو موقف شخصي لرئيس الوزراء وحزبه الحاكم وعليه العمل على تصليح العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر في أقرب وقت كشريك إقتصادي وسياسي موثوق .
و ذلك خلال جلسة مساءلة المجموعات البرلمانية المعارضة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشز في مسألة تغيير موقف إسبانيا في قضية الصحراء الغربية وتدهور العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر التي جرت أمسية اليوم تحت قبة البرلمان الإسباني.
و تمت خلال هذه الجلسة البرلمانية مناقشة عدة قضايا تهم السياسة الداخلية، الإجتماعية والحرب الدائرة بأوكرانيا وعلاقة إسبانيا مع الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو , لكن بالمقابل تركزت معظم المساءلات حول مايهم الجزائر في علاقاتها مع إسبانيا وما انجر عنه من تغيير في موقف إسبانيا من قضية الصحراء الغربية وتضرر العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر التي كانت السبب الرئيسي في إستدعاء المعارضة لرئيس الوزراء الإسباني للمساءلة.
و وصف رئيس المجموعة البرلمانية لحزب “فوكس” الذي يعتبر ثالث قوة سياسية موقف إسبانيا الحالي بالموقف الظرفي و الذي سوف يتغير في الحكومة القادمة و لم يخف أن تضرر العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر سوف يمّس بالأمن القومي الطاقوي و الإقتصادي لإسبانيا.
فيما اعتبر رئيس المجموعة البرلمانية لحزب أونيدوس بوديموس “unidos podemos” الذي بدوره يمثل ثالث قوة سياسية بأن موقف إسبانيا لايمثل الحزب كشريك في الحكومة الحالية وهو مرفوض ولا يتوافق مع قرارات الأمن الدولي والأمم المتحدة. والعلاقات الديبلوماسية المتضررة مع الجزائر لابد أن تسترجع ولا يمكن أبدا أن تكون على حساب العلاقات الديبلوماسية مع المغرب.
و رأت رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب كويدادانوس” Ciudadanos” و هو رابع قوة سياسية بأن موقف حكومة سانشيز في مسألة الصحراء الغربية وتضرر العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر يؤكد فشل السياسة الخارجية للدولة الإسبانية تحت حكم الحزب الإشتراكي.
و خلال مختلف المساءلات و التي جاءت على شاكلة تدخلات باقي رؤساء المجموعات البرلمانية وممثلي الأحزاب تحت قبة البرلمان عبرت جميعها عن رفض الموقف الحالي لإسبانيا في مسألة الصحراء الغربية وعلى ضرورة تصليح العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر كشريك إقتصادي وسياسي موثوق.