ما قل ودل

قبل انطلاق الألعاب المتوسطية بوهران…إطلاق إسم العقيد عثمان على المركب الأولمبي الجديد

شارك المقال

ينتظر الإعلان الرسمي لتسمية المركب الأولمبي بسيدي البشير المنجز حديثا والذي سيحتضن الدورة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط باسم المجاهد الراحل بن حدو بوحجر المعروف باسم العقيد عثمان ابن مدينة عين تموشنت والمولود بوهران .

للتذكير أن المجاهد” العقيد سي عثمان و اسمه الحقيقي بن حدو بوحجر ولد بتاريخ ال 23 نوفمبر 1927 بمدينة وهران من أب اسمه ”احمد ”وأمه اسمها ”موسى فاطمة” ترعرع بين أحضان عائلته المتواضعة في عين تموشنت .

العقيد ”عثمان” أو” بن حدو بوحجر” اتصف بحّسه المرهف و إيمانه الوطني الذي جعله يناضل وهو لا يزال في ريعان شبابه ،كان رجلا متواضعا متخلقا ذكيا ذو ثقافة شعبية كما أنه كان يمتاز بالبساطة وكان دوما على اقتناع بضرورة تفجير الثورة و نيل الاستقلال.

التحق ”العقيد عثمان” بصفوف اانضال الوطني مبكرا فانضم إلى حزب الشعب الجزائري وعمره لم يتجاوز 16 سنة، كان العقيد سي عثمان يمتاز بالحس الوطني مما جعل التنظيم يسند له عدة مسؤوليات منها تهيئة الوسائل المادية والمعنوية بمنطقة عين تموشنت لمباشرة العمل المسلح في إطار التنظيم العسكري المسمى المنظمة الخاصة التي تأسست سنة 1947.

وبفضل هذه المهمة النبيلة أصبح ”سي عثمان” همزة وصل ومحطة استقبال بين القائد الشهيد ” العربي بن مهيدي” والبطل ”عبد الحفيظ بوصوف” سنة 1948 و بعد انضمام ”سي عثمان” إلى المنظمة الخاصة رفقة مجموعة المناضلين بدأ يتلقى تدريبات مهمة رفقة المجاهد واضح بن عودة .

في شهر مارس 1950 ألقت السلطات الاستعمارية القبض على العقيد ”سي عثمان” بعين تموشنت عقب حملة الاعتقالات التي شملت كل التراب الجزائري عقب مشاركته في عملية  ااهجوم على بريد وهران  وتم حبسه في السجن المدني بوهران.

وأثناء سجنه تعرف على كل من ”حمو بوتليليس” و” أحمد زبانة” وبعد شهور من سجنه حكم عليه بالنفي لمدة ثلالث سنوات نافذة , و بعد الإستئناف الذي قام به أمرت إدارة السجن بنقله إلى العاصمة مع 50 شخصا من رفقائه مما جعله يقود حملة توعية قوية مع المناضلين من أجل زرع الروح الوطنية في صفوف معتقلي القانون العام.

شن سي عثمان  إضرابا عن الطعام مع بقية رفاقه إحتجاجا على المعاملة السيئة لهم من طرف ادارة السجن و تزامن ذلك مع اجتماع منظمة الأمم المتحدة في باريس لأول مرة .

وقد حقق الاضراب الذي دام 37 يوما نتائج مرضية للمعتقلين السياسيين لكنهم منعوا من الاقتراب من مسجوني القانون العام وقد تم الإفراج عن سي ”عثمان” اثر تفاقمم مرضه و ضعف قواه.

في سنة 1953 عين العقيد “سي عثمان” مسؤول خلية القرية التي كان يقطن فيها للتنسيق بين المسؤولين منهم “العربي بن مهيدي” و “عبد الحفيظ بوصوف” و “عبد المالك رمضان “.

في بداية 1954 تأسّست اللجنة الثورية للوحدة والعمل وظهر العدد الأول من جريدة المواطن في هذه الفترة استرجع العقيد”سي عثمان” وجماعة من المناضلين الثقة في النفس وبدؤوا بالتدريب الشبه العسكري في المخازن المهجورة بالقرب من قرية لورمال في سرية تامة .

و تم إنشاء خلايا بين المناضلين في القرى والدوائر المجاورة للحصول على أسلحة مع تكليف أحدهم الحرفيين بصنع القنابل وجمع البنادق وذلك للاستعداد للثورة المسلحة. وفي سنة 1956 عين “سي عثمان” نائب قائد المنطقة الاولى ثم قائد الناحية الثانية.

في 06 ماي 1956 شن سي”عثمان” رفقة مجموعة من المسّبلين هجوما شاملا تم خلاله حرق 72 مزرعة بعين تموشنت تابعة للمعمرين الأروبيين ،هذه العمليات أفزعت الأركان المسلحة الفرنسية كما حقّق “سي عثمان” إنتصارات أخرى رفقة جماعة في مناطق زاوية سيدي بن عمر،”مداغ” “بوزجار” لورمال” “سانت لوسيان” هذه الانجازات سمحت ل “سي عثمان” بالتدرج بسرعة في المراتب العليا.

في اوت 1956 شارك في معركة العوالم بعين تموشنت وسيدي علي التي قادها سي عثمان رفقة عبد المومن زغلول  و آخرين واستطاع التقدم نحو تنس ،قاد هجوما بمنطقة كاسان الذي وقع فيه اشتباك دام ثلاث أيام سجل العدو خلالها خسائر فادحة اعترف بها الجيش الفرنسي كما كانت لها صدى كبيرة في أوساط الصحافة الفرنسية.

بعد مؤتمر الصومام سنة 1956 تمت ترقية “سي عثمان” إلى رتية قائد المنطقة الثالثة. واصل سي عثمان تنظيم الثورة المسلحة من أجل التنسيق بين الولاية الخامسة والولايات الأخرى حتى تلعب دورها في الجهاد ومعركة التحرير وهكذا قادته مسيرته إلى حدود منطقة الونشريس مع العقيد “بوقرة” المدعو “سي محمد” “وسي ناصر” قائد المنطقة السابعة للولاية الخامسة .

و قاد البطل العديد من المعارك من بينها معركة أولاد بودومة عرش أولاد عبد الله , معركة سي لزرق بغليزان , معركة امقر , معركة ملعب واد رهيو , معركة جبل سعدية ورسنيس. وفي سنة 1958 رقي سي “عثمان” إلى رتبة رائد وصار عضوا في المجلس الوطني للثورة بعد استشهاد العقيد لطفي رفقة الرائد فراج و خلفه على رأس الولاية الخامسة برتبة عقيد سنة 1961. توفي رحمه الله في 26 اوت 1977 وعمره خمسين سنة كلها عطاء وجهاد على إثر مرض ألّم به لعدة سنوات

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram