تعترف جميع القوى السياسية في إسبانيا في الوقت الراهن بأن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز يكون قد انتحر سياسيا بعد وقوفه لجانب الأطماع الإستعمارية المغربية التوسعية إتجاه الصحراء الغربية , و اعتبر معارضون سياسيون إسبان موقف سانشيز على أنه تزكية واضحة للتعدي على القانون الدولي الذي يدعو بحّد ذاته إلى تصفية بقايا الإستعمار في القارة السمراء .
و يبدو أن موجة غضب عارم سوف تجتاح حكومة سانشيز خصوصا بعد العقوبات الرادعة التي فرضتها الجزائر على إسبانيا و التي سبقتها تعليق اتفاقية الصداقة و حسن الجوار و التعاون التي صنّفها رؤساء الكتل البرلمانية في إسابنيا على أنها غلطة دبلوماسية لا تغتفر من جانب مدريد .
و يصّنف خبراء السياسة الإسبان على أن انعزال سانشيز السياسي أضحى ينذر بسقوط حكومته في قادم الأيام , خصوصا بعد تعالي الأصوات المعارضة لسياسته الخارجية اتجاه القضية الصحراوية و كذا الأزمة الأوكرانية على حد سواء , و أيضا دخول الجزائر كطرف في هذا الصراع حيث أعلن المسؤولون الجزائريون إستعدادهم لمراجعة أسعار الغاز عقب نهاية الإتفاقية الطاقوية بين البلدين .
و على صعيد آخر أبدت الشركات الإسبانية خاصة تلك التي تعمل بالجزائر و التي لديها أيضا علاقات تصدير و استراد مخاوفها بشأن فقدان مكانتها في السوق الجزائرية على حساب شركات أجنبية أخرى باتت تتأهب لدخول السوق الجزائرية من أوسع الأبواب .
علما أن الشريكين الإستراتيجيين للجزائر ألمانيا و إيطاليا أبديا حماسا لدخول السوق الجزائرية , أين بدى ذلك جليا خلال تصريحات نائب وزير الخارجية الألماني كاتيا كيول خلال زيارتها الأخيرة للجزائر حيث اقترحت على الحكومة الجزائرية شراكة في مجال الطاقة عبر إنتاج الهيدروجين الأخضر , وتم خلال اللقاء التوقيع على اتفاق تعاون ثقافي وعلمي بين البلدين .
للتذكير أن وزير الخارجية رمطان لعمامرة، استقبل يوم الاثنين المنصرم ، نائب وزير الخارجية الألمانية كاتيا كيول، التي أجرت زيارة عمل إلى الجزائر، أفاد بيان للخارجية أنها “تندرج في إطار توطيد أواصر الصداقة والشراكة بين البلدين اللذين يحتفلان هذه السنة بالذكرى الـ60 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية”.