لمّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تصريحات أخيرة على قرب انتهاء الهيمنة الأمريكية على العالم مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة إعتماد نظام عالمي متعدد الأقطاب قائلا بأن هذا الحل لا مفر منه، مشيرا إلى أن من يتمسكون بقيادتهم الوهمية للعالم، يرتكبون خطأ فادحا سيكلفهم غاليا .
و من خلال حديثه الصحفي الأخير أبان بوتين أن أزمة أوكرانيا الأخيرة زعزعت ميزان القوى العالمي الذي طالما وقف لجانب دول العالم الغربي لكن مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية انقلبت الموازين حسب بوتين و تأثرت عجلة الإقتصاد الغربي الأمر الذي جعل الدول الغربية تتجهز حسب قائد الكرملن لطباعة المزيد من الأوراق النقدية لتغطية العجز المالي و كذا مداراة نسبة التضخم الذي ضرب إقتصادات هذه الدول .
و أمام هذه المتغيرات الإقتصادية التي أشار إليها الرئيس الروسي دخلت الصين هي الأخرى في قلب الصراع الدائر في أقصى الشرق , حيث أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن نمو التجارة بين الصين وروسيا يشهد على مقاومة الضغوط وإمكانات التعاون بين البلدين مستقبلا , مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة إزالة العوائق التجارية وتأمين سلاسل الإمداد العالمية، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري مع روسيا منذ بداية العام بلغ 65 مليار دولار.
و يبدو حسب آخر المستجدات أن الحرب بين روسيا و العالم الغربي انتقلت من ميدان المعارك المسلحة نحو الميدان الإقتصادي أين تبقى البورصات العالمية هي الفيصل و حتما من سيخرج فائزا من هذه المواجهة الإقتصادية سيكون معنيا بتقسيم خريطة العالم الجديد التي سئمت من سيطرة القطب الواحد الأوحد .