إستبشر الوهرانيون خيرا لإحتضان الباهية فعاليات الطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط حيث يأملون أن تكون هذه الألعاب محطة الإنطلاق الفعلي لتتحول وهران إلى قطب سياحي متوسطي بامتياز خصوصا لما تتمتع به المدينة من خلال موقعها الاستراتيجي بقلب المتوسط , و لما تزخر به أيضا من إمكانيات طبيعية هائلة و مقومات أمام وجود إرادة قوية للنهوض بهذا القطاع الحساس .
فمثل هذه التظاهرات من شأنها أن تعطي إضافة نوعية للسياحة بالجزائر بشكل عام ووهران خصوصا , لذا فالموعد المتوسطي يعد محطة ترويجية للمنتوج المحلي والتعريف بالمقومات السياحية والثقافية والتاريخية المحلية، التي تزخر بها وهران ، توازيا و التنظيم والإستقبال الأمثل للضيوف .
لذا يستوجب فعليا التعريف بالوجهات السياحة الداخلية وترقيتها في سبيل استقطاب العائلات والشباب الجزائري في خطوة أولى، ثم استقطاب السائح الأجنبي، عن طريق تنشيط الفعل السياحي بين بلدان المتوسط ، وباقي سياح العالم .
و تضم وهران في كنفها مقومات سياحية كبيرة التي تزخر بها المدينة و التي تنتظر تسويق المنتوج السياحي بالطرق الحديثة المعمول بها عالميا خاصة ما تعلق بالتسويق الإلكتروني و كل ما تعلق بالرقمنة حيث أن هذا الميدان يدفع بتدفق السياح من خارج الوطن .
و لا يختلف إثنان أن قطاع الرقمنة من شأنه إعطاء دفع و تقديم الإضافة اللازمة , خصوصا إذا علمنا أن المؤشرات العالمية تؤكد أن المنتوج السياحي يسّوق قبل حتى ذهاب السائح، وأن بين 50 إلى 80 % من الحجوزات تباع عن طريق الوسائط الإلكترونية .
فالسياحة مثلما يؤكد الخبراء ليست فقط وكالات سياحية، مؤسسات فندقية ومطاعم، السياحة ليست فقط بنوك وتأمينات وحرفيين وأكلات شعبية و النقل و صناعات تقليدية بل
السياحة تعبر عن عقلية احترافية فهي تبدأ بحسن الإستقبال و عمل قاعدي لتهيئة الذهنيات وعقليات السائح المحلي قبل الأجنبي ، وهو ما يتطلب تكوينا مستمرا قبل أي مقومات أخرى .
وبما أن وهران تزخر بمقومات سياحية كبيرة، يمكن استغلالها، يتطلب الوضع التكوين البشري في مجال السياحة ،على اعتبار أن ترقية هذا القطاع تكون بشكل أفقي ويحتاج إلى دعم من مختلف القطاعات التي تتداخل فيما بينها.
فالمهمة يتقاسمها الجميع، لتطوير رافد من روافد الاقتصاد الوطني، في ظل السياسة الجديدة المنتهجة للتخلي تدريجيا عن الاعتماد على البترول كمدخول أساسي للبلاد.
وما تزخر به وهران من معالم أثرية و أماكن سياحية شاهدة على حقب مرت بها المدينة عبر التاريخ كفيل بجلب أعداد كبيرة من السياح مستقبلا .