الأستاذ بومدين بوزيد
الملتقى الاؤل كان عن شخصية سوق أهراسية-عنابية -جزائرية وافريقية وامتد تاثيره اللاهوتي في البشرية مثل تأثير ارسطو في الفلسفة، وهو القديس سانت اوغسطين (أسقف عنابة) ، نظم الملتقى المجلس الاسلامي الاعلى زمن عبدالمجيد مزيان واتمه. الشيخ بوعمران رحمهما الله، وطبعه المجلس والنسخة الفرنسية طبعته جامعة غرنوبل سنة 2003، شارك في اللقاء كبار المختصين في الفكر الاوغسطيني من العالم وابرزهم الذي قدم للكتاب سارج لونكل Serge Lancel واعتبر بعض المعلقين حينها أن هذا اللقاء تاريخي لانه تناول اوغسطين من جميع النواحي.
الملتقى الثاني كان حول الامام محمد بن عبدالكريم المغيلي في تلمسان 2011 ونظمته وزارة الشوون الدينية والاوقاف ، وكان لي الشرف الاشراف عليه وتقديم اعمال الملتقى في كتاب صدر عن نفس الوزارة، حضر اللقاء باحثون ومشايخ من دول افريقية واسلامية وبعض احفاد الامام من كانوا نيجريا ، وللاسف لم يستمر هذا الاهتمام بافريقية الجزائر وجزائرية التاثير على افريقيا، فنحن نمتد هناك سلما وروحا ومحبة ، وضيعنا كل هذا الجهد ولم نستثمره، والامل معقود في لقاء عن الامام المغيلي يكون طبعة ثانية وثرية في سياق سياسي واقتصادي وامني جديد.
الملتقى الثالث كان عن مالك بن نبي سنة 2012 ومن حسن حظي كنت المشرفا عليه وساعدني مجموعة من الباحثين في التحضير كان أبرزهم العرابة نصر الدين ومولاي سعيد وعمار طالبي وبوعرفة عبدالقادر، وحضر اللقاء اصدقاء بن نبي والباحثون في فكره وفلسفته من الجزائر ودول العالم ومنهم بالخصوص فنيش وعمر مسقاوي ، وطبع الكتاب في جزئين.
تساءلت حين رجعت لهذه الكتب التي قد لا تكون في مكتباتنا الجامعية وغير متوفرة ، هل نردّد قول الغزالي (ليس في الأمكان أبدع مما كان)ً؟ أم هو الحنين وأن الحاضر والقادم سيكون أبدع و أفضل، اتمنى ذلك وآمل أن نستثمر الزمن والمال والعقل في ما يفيد البلد والحضارة والبشرية.