بقلم يحيي خليل
ضّجت مواقع التواصل الاجتماعي بين مرّحب و مستاء بعد تداول خبر مفاده أن المغني الشهير سولكينغ سيكون صاحب الحظوة لتنشيط حفل اختتام ألعاب البحر الأبيض المتوسط قبل أن يفّند رئيس ديوان محافظ الألعاب الخبر وينفيه جملة وتفصيلاً .
و يتحّجج بأن كلامه تم فهمه على نحو مختلف وقال في هذا الصدد أنما قصده كان أن الحفل الضخم سيشجع فنانين كبار من أمثال الفنان سولكينغ لتنشيط حفل الاختتام وليس حضور الفنان سولكينغ للحفل.
و الحقيقة أن كلام السيد رئيس ديوان محافظ ألعاب البحر المتوسط محمد حسان دواجي لا يبدو منطقياً بالمرة , و محاولة لتصحيح قرار خاطىء أو أن المنابر الإعلامية التي نقلت الخبر عن الرجل حرّفت مضمون تصريحه السابق الذي أكد فيه أن سولكينغ سيكون هو من سيختتم فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط بحفل غنائي .
وبين التصريحين لا أوجه للتشابه حتى يكون هناك خلط في فهم ما أدلى به محافظ الألعاب.
وسواء أن تصريح رئيس ديوان المحافظ جاء لتدارك القرار السابق أم هو توضيح كان لا بد منه ففي كلتا الحالتين حسناً فعل هو و من خلفه من أصحاب القرار .
لأنه لا منطق في أن يكون مغني يدعو إلى الحرقة ويمّجد ماوراء البحار على أنها هي المنقذ لمآسي شباب الجزائر والمغرب العربي وهي الجنة الموعودة لحفظ كرامة شبابنا الجزائري.
دون أن ننسى أن حفل ختام ألعاب البحر الأبيض المتوسط سيشهد تواجد شخصيات أجنبية , ومن غير المعقول أن يصل إلى مسامع هؤلاء مثل تلك الكلمات على مرأى ومسمع المسؤولين بما يفّسر أنه قبول وتشجيع للسلوكيات الخاطئة التي يرّوج لها سولكينغ في أغانيه فضلا على أن الجماهير الجزائرية ستكون من كل طيف ولون وفيها عائلات وأطفال بما لايتماشى وأذواق هاته الفئات.
نود أن نقول أنه لا أحد ضد تواجد سولكينغ في وهران لختام فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط مثله مثل بقية الضيوف وهو في الأول والأخير في بلده الذي قال مؤخراً أنه يفتخر بالانتماء له .
وسواء اتفقنا أو اختلفنا في حب أو نبذ الطابع الغنائي لسولكينغ فإن هذا لن يغير من حقيقة ما وصل إليه في الفضاء العالمي وباتت أغانيه وألبوماته تصدح بها الألسن والحناجر .
لكننا لا نرغب في أن نكون بلد التناقضات في أقل من إثنا عشر يوم بين حفل افتتاحي مبهر رسّخ لعادات وتراث وتقاليد بلد بحجم وقيمة وقامة الجزائر في عيون الآخرين , و حفل ختام يدعو فيه من ناديناهم قبل أيام قليلة بضرورة التمسك بقيم ومبادئ وأصالة الوطن العظيم الجزائر إلى مغادرته في أقرب فرصة والهروب منه تحت أنغام أغنية “شايف l’avenir غير في البور” .