بقلم يحيي خليل
” ألو بلماضي لالجيري راهي تعاني” بهكذا صدحت حناجر الجزائريين وهي ترى منتخبها الوطني لأقل من 18سنة يتذوق مرارة الإقصاء أمام نظيره الفرنسي وذلك في إطار ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تحتضنها الباهية وهران.
الجماهير الجزائرية التي ملأت مدرجات ملعب “الشهيد أحمد زبانة” والتي كانت تمّني النفس في تدارك الخيبة السابقة ضد منتخب المغرب والهزيمة بثنائية قاسية رغم البداية الأكثر من جيدة في أول مباراة ضد الماتادور الإسباني وتحقيق انتصار مبهر كنا نعتقد أنه سيكون انطلاقة واعدة لشبابنا .
لكن الجماهير الوهرانية ومن ورائها الجزائرية أصيبت بالخيبة والإحباط من تكرار ذات السيناريو مع معظم فئات المنتخب الوطني دون استثناء.
لم تكن هتافات الجزائريين في مواجهة منتخبنا الوطني بالأمس إلا نداء استغاثة للمعنيين بالشأن الكروي في الجزائر جاءت رمزيته العفوية في اسم المدرب جمال بلماضي والذي وإن لم يحقق مبتغانا ومبتغاه بالتواجد في مونديال قطر ولكن لايمكن لأي عاقل أن ينكر أن هناك لمسة واضحة وروح وطنية باتت مفعمة بها كتيبة المحاربين .
بدليل أن عديد اللاعبين المحترفين يرغبون في تقمص ألوان المنتخب الوطني والدفاع عنه في المحافل القارية والعالمية ودون شك تواجد بلماضي حافز كبير لأن الجميع من لاعبين ومناصرين يستشعر أن هناك مدرب وطني غيور ويملك حنكة تكتيكية وفنية تؤهله لمواصلة العمل مع النخبة الوطنية.
الجماهير الجزائرية والتي باتت تملك من الوعي والفهم في كرة القدم بفضل تشبعها ومتابعتها لكل ماهو جديد في هاته الرياضة وذلك راجع ليسر وسهولة الحصول على المعلومة ومتابعة مختلف التحليلات والتكتيكات لمختلف الدوريات والبطولات .
لذا ليس من الصعب على المناصر الجزائري أن يفّرق بين الغث والسمين في كرة القدم ومن حقه أن يطالب بالأفضل لمنتخب بلاده بالنظر لوافر الإمكانات التي منحتها الدولة لقطاع الرياضة وكرة القدم تحديداً من ملاعب جديدة ومراكز تدريب وأجور مرتفعة .
ولكن كل هذا البذخ من الدولة لم يقابله أي تقدم على مستوى تطور كرة القدم الجزائرية بل بالعكس الأمور في تراجع رهيب بسبب أن المال والإمكانات لابد أن ترافقها أيدي أمينة ومخلصة ومجتهدة في الرقي بالرياضة الجزائرية.
نماذج مدربين مثل مراد سلاطني ومحمد لاسات أبانت عن فقر رهيب في تسيير كرة القدم وهو ما يطرح التساؤل عن من يعين ويختار هاته النوعية من المدربين التي تشتكي في كل مرة من ذات الظروف والأسباب لتبرير فشلها .
وفي المقابل تواصل عملها وكأن شيئا لم يكن وكأن الخسارة المتكررة أمر طبيعي في ذهنيتها بحجة أنها مجرد لعبة وكرة القدم فوز وخسارة و للأسف معهم لم ير الجزائريون إلا الجانب الأسوأ من اللعبة وهو الهزيمة مع سبق الاصرار والترصد.
الجماهير الجزائرية قالتها بصريح العبارة نريد نماذج لجمال بلماضي في كل مكان في كرة القدم وغيرها من الألعاب و في أروقة اتحاد كرة القدم وكرة اليد والتنس والجمباز وألعاب القوى ولا أظن أن هذا الأمر بمستحيل إذا ماكانت هناك نية قوية من الدولة لضرب المتلاعبين بمشاعر وعواطف الجزائريين وخاطبتهم بلغة الزاجر الناهي اغربوا عن وجوهنا فقد أفسدتم محيطنا الرياضي بما يكفي .