ما قل ودل

يجي نهارك يا الخاين يجي نهارك يا كولومبوس…الصّح يبان حتى من وراء ألف عام

أمريكا تزيل تمثال كولومبوس من الساحات العامة

شارك المقال

رغم أن الجميع منذ عقود من جيلنا كان عقله مبرمجا على أن مكتشف أمريكا هو كريستوف كولومبوس الإيطالي الأصل و الذي اشتغل تحت أوامر البلاط القشتالي عقب سقوط غرناطة الذي تزامن مع اكتشاف هذه القارة التي أصبح أسيادها الجدد هم من يديرون دواليب الحكم في العالم اليوم.

لكن مثلما يقول المثل فإن الكذبة لن يستطيع عقل الإنسان تحملها و لو توارتتها الأجيال بعد ألف عام فها هو كولومبوس الذي عاش بطلا منفوخا في عهد إيزابيلا و فيرديناند و الذي مات مقهورا و فقيرا معدما تتسخ ذاكرته بأنه ليس هو من اكتشف العالم الجديد.

و ظل هذا الشك يراود المفكرين الغربيين منذ اكتشاف القارة الجديدة عام 1492 لكن رغبة منهم في الإنتشاء بإنجاز على أنقاض الحضارة العربية المتهالكة حينها بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس ظل السر دفينا و ظل الغرب يكذبون على أنفسهم على طريقة الله هو ثالث ثلاث.

حتى أعلنتها جامعة هارفارد بكل صراحة مؤخرا بأن كولومبوس بطل وهمي و أفّاق و ينبغي إزالة كافة تماثيله من الساحات العمومية الأمريكية,و لم يكتف الجغرافيون في ذات الجامعة بهذا الإقرار فحسب بل أرجعوا الحق لأصحابه أو بالأحرى أعطوا أسبقية الإكتشاف لعرب الأندلس و بنفس الدرجة للصينيين القدامى و بدرجة أقل لشعوب الفايكينج ما قبل الميلاد.

و على ذكر نكبة المخطوطات التي ألمت ببلادنا فتشير مخطوطات كانت تحتفظ بها ذوقة أسيدونيا و هي إحدى حفيدات الموريسكيين الذين حافظوا على إسلامهم في السر في عهد محاكم التفتيش أن العرب الأندلسيين كانت لهم تعاملات مع الهنود الأمريكيين في مجال التجارة حيث تشير ذات المخطوطات لوصف دقيق للقارة الأمريكية بشواطئها و تلالها و جبالها و مروجها و كنوزها و مختلف قبائلها و نحلها و مللها و كل ذلك تم تدوينه قبل اكتشاف كولومبوس بأربعة قرون من الزمان.

و الطامة الكبرى هو احتفاظ الأتراك سليلو الدولة العثمانية لحد الآن بإحدى خرائط قبطان البحرية حينها “بيري رايس” و هي خريطة دقيقة الوصف لكل ما بتعلق بالحدود الجغرافية للأمريكيتين و وصف  لسكانها الأصليين و حتى صورهم التي كانت ترسم على الجلود و أنواع أعراقهم و كل ما تعلق بالغطاء النباتي و الثروة الحيوانية التي كانت تزخر بها أمريكا,و تعود الخريطة نفسها لما قبل اكتشاق كولومبوس لأمريكا بحوالي خمسين سنة أي في عهد محمد الفاتح أو تنقص أو تزيد بقليل.

و رغم تأخر الأمريكيين على الإعلان على هذا السّر الذي لم يعد دفينا,طوبى لأجدادنا العرب و ألف تحية للبحرية العثمانية التي انبثق منها الأسطول الجزائري الذي ساد بحيرة الأبيض المتوسط و لا عزاء ينزل على ذكرى الأفّاق كريستوف كولومبوس الذي كشف أمره و لو بعد حين.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram