من النادر أن يتنبأ المرء بقرب أجله في هذه الحياة و هو ما جرى مؤخرا في مدينة وهران و بالضبط في حي مارافال الشعبي,أين نعى الشاب عبد الله بحري نفسه قبل أن ينتقل من دار البوار إلى دار القرار و لعل رحيله عن هذه الدنيا الفانية خلّف موجة أسى ألّمت بأحبابه و أصدقائه و كل من عرفه,حيث لا يزال هول الصدمة مسيطرا على الجميع.
الشاب عبد الله البحري محبوب الجميع كتب في آخر منشور له على النت أنه من الآن فصاعدا لن يكون ضمن التعداد السكاني مستقبلا,و كأنه كان يوّدع كل من عرفهم و عاشرهم وعاشروه في حي مارافال العتيق أين وّدع الجميع من خلال ذات المنشور.
و المرحوم معروف عنه طيبته و خفة روحه التي أحّبه الناس من أجلها,فكان إما صاحب المبادرات في حملات التنظيف في حيه أو مساهما فيها,و كان دائما ما يساند مجهودات القطاع الحضري بحيه و يدعو لبدل المزيد من الجهود لكي يبقى حي مارفال زهرة كما عهده الأسلاف,فدائما ما كان يوصي أصحاب الصفحات الفيسبوكية على غرار صفحة “مارافال سيتي” لصاحبها “نذير صفرواي” بالوقوف على نظافة الحي و النحسيس بضرورة التحّلي بروح المسؤولية و المواطنة لأجل مستقبل أفضل.
الفقيد كان محبا شغوفا لنادي ريال مدريد و أيضا الفريق الوطني دون نسيان معشوقة قلبه مولودية وهران التي ودّعها هي الأخرى بمنشور تنّفس من خلاله الصعداء من خلال إزاحة العصابة الحاكمة على حد تعبيره و تعويضها ب”ديركتوار”,و استحسن كثيرا خبر جلب شركة وطنية لتسيير الفريق الذي كان دوما يحلم بأن يكون في العلالي.
إلى أن جاءت لحظة توقفت من خلالها عقارب ساعة حياة عبد الله بحري عقب حادث مرور أليم ألّم به و هو في مهمة عمل,أين لقي حتفه برفقة زميله في الطريق الإجتنابي الرابع, تاركا وراءه عائلة مكلومة و جيران حيارى لم يصدقوا ما جرى,فشمعة عبد الله البحري انطفأت على حين غّرة و في ريعان شبابه فنعاه الجميع و شّيعه جمع غفير,فرحم الله الفقيد و جعل جيرته الحسنة في ميزان حسناته,و من هذا المنبر تعزي جريدة “المقال” عائلة المرحوم راجين من الله أن يسكنه في علّيين مع الشهداء و الصدّيقين و حسن أولئك رفيقا -إنا لله و إنا إليه راجعون-.