لم تلعب يوم أمس المباراة المهمة التي جمعت ريال مدريد بنظيره ليفربول على ميدان الأنفيلد فحسب بل كان السجال على أشده بين أنصار ريال مدريد الوهرانيين أين جاب البعض منهم على شكل مجموعات الشوارع الرئيسية للباهية و كأن الأمر يتعلق بنادي وطني كمولودية وهران على سبيل المثال التي باتت تغرق في جحيم المشاكل الإدارية و يحلم مناصروها بجلب شركة وطنية.
فالإستعداد لمثل هذه المباريات في وهران يتم بكل صرامة و تفتح المقاهي خاصة تلك التي يناصر مرتادوها النادي الملكي أبوابها فقط للمتفرجين,و طبعا القعدة الواحدة تساوي تذكرة دخول لأي ملعب في البطولة الوطنية و يزداد ثمن التذكرة مع أهمية كل مباراة و بطبيعة الحال يكون مصحوب هذا الثمن بمشروبين على الإختيار واحد في النصف الأول من المباراة و الثاني خلال الشوط الثاني.
و ما يدهشك في الأمر هو تحول كل مرتادي المقهى لفلاسفة كرة القدم,و كأن المباراة تلعب في أحد المقاهي و ترى المتفرجين يطالبون الطاقم الفني بإدخال كارباخال مكان رودريغيز و يطالب البعض الآخر بإخراج الحارس كورتوا بينما تقلق المراوغات التي يقوم بها فينيسيوس الحاضرين.
لكن في الجهة المقابلة جرّاء الهزيمة المدوية لليفربول يتخفى أنصار برشلونة في وهران,و كأنك في إحدى المقاطعات الكاتالونية بسبب تشّفي “المدرديستا” و ما يقولون فيهم و هنا يختلط الحابل بالنابل في عقل أي شخص عاقل,فكيف بهؤلاء لا يمّتون بصلة للكرة الإسبانية يناصرون “الميرينغي” أو “البلاوجرانا” حّد الثمالة.
و ذات السؤال يجد جوابه حتما لما تعيشه الأندية الجزائرية من تسّيب خصوصا ما يقع في مدينة وهران أين تشارف مولودية وهران من الإختفاء من الوجود بينما لازمو قد قطعت منذ مدّة تذكرتها نحو القسم الثاني و هي تصارع ككل عام للبقاء فيه.
و لهذا بات شبان وهران مثل أقرانهم في باقي المدن يناصرون الأندية الأجنبية خصوصا تلك التي ينتمي بعض المحاربون لصفوفها,كنوع من العزاء و عدم الفرجة و الإثارة التي يفتقدنوها في ميادينهم الكروية.
فيا مسؤولين نرجو الرأفة بهؤلاء المغبونين و العمل على تصحيح الصورة و العمل على استقامة عود الكرة الجزائرية كي يستقيم ظلها لأنه بصراحة مللنا بالتبهرج لما يقوم به غيرنا من نجاحات و الحديث قياس.