حقّق يوم أمس المحارب الجزائري إبن مدينة بشار هشام بوداوي و اللاعب الحالي لأولمبيك نيس الإستثناء حيث تصّدر الصفحة الأولى بأكملها لجريدة “ليكيب” ذائعة الصيت التي كالت المديح للموهبة البشارية و اعتبرته من النجوم الكروية التي ستكتب حتما تاريخها في سجل الكرة العالمية.
إنجاز هشام بوداوي إبن الصحراء الجزائرية بقدر ما كان وسام افتخار لكل جزائري و للمستديرة الساحرة ببلادنا إلا أنه كان أيضا ضربة معلم تصّب لفائدة نادي بارادو الذي بحق أثبت بأنه مدرسة كروية تنبع فيها روح الأكاديمية أين اعتمدت ذات المدرسة مبدأ التغلغل في مناطق الظل شرقا و غربا و شمالا و جنوبا للبحث عن العصافير النادرة قصد ضّمها للنادي على الطريقة الأوروبية التي تم اكتشاف من خلالها “جورج ويا” و الأخوين توري و بن جاني و ديدييه دروغبا و ساديو ماني و القائمة لا تزال مفتوحة و لن تقفل يوما.
و يبدو أن كشّافي بارادو كانوا في الزمن و المكان المناسبين لدى اكتشافهما جوهرة الصحراء الذي أبان خلال مباراة ما بين الأحياء عن قدرات هائلة من خلال استرجاعه للكرات و تسجيله للأهداف,ما جعل العين الثاقبة لأحد الكشّافين تقع على نسر الساورة و قّرر خطفه نحة أكاديمية بارادو.
فعامل الصدفة يمكن القول أنه لعب لعبته مع هشام بوداوي,حيث نجى من مقصلة “واش يخدم بوك” و نجى أيضا من غطرسة التمييز بين الشمال و الجنوب,ليصنع لنفسه “كاريزما” كروية جعلته للمرة الثانية يقع عليه الإختيار الذي كان ضربة حظ حياته,حيث تم ضمه من قبل الكوتش جمال بلماضي إلى منافسة كأس إفريقيا بالقاهرة أين تنبأ له بتطور مستواه.
و ما يعجبك في شخصية بوداوي أنه يضع دوما رجليه في الأرض و يعرف من أين أتى,و كل هذه العوامل ستجعل منه حتما لاعبا موهوبا و من المفروض أن تكون نيس محطة تحضيرية له نحو محطات أخرى يمكنه من خلالها تكرار تجربة رياض محرز أو ربما يضاهيها…و لا يزال لهذا الفتى لحديثه بقية.