يقال أن لا تاريخ له ليس له حاضر و لن يكون له مستقبل,هذه العبارة باتت غائبة عن منطق حياتنا في الوقت الراهن,أين بات التاريخ ماض لدى البعض لا قيمة له أو مجرد مادة يتم ملأ علاماتها من أجل تحسن معدل أبنائنا ليس إلا,بينما لدى دراستك للأدب الإنجليزي أو الفرنسي تجدهم يمجدون أبطالهم أو يصنعون لهم أبطالا إن لم يجدوا,فمن شارل مارتل الغولي إلى أوائل المهاجرين للديار الأمريكية “pilgrims fathers” هربا من سطوة الملك جورج البريطاني إلى غيرهم ممن امتهنوا التدليس و التلفيق و سفك الدماء.
بينما نحن و لذا ذكرك كلمة تاريخ يقال لك بأنه سلعة بالية لم تبق لها باقية,حتى أصبح شبابنا يحتفل بذكريات غيره التي تمّجد بطولات سفاحي أجداده دون وعي و لا مراعاة و لا حتى تدخل من لدن أصحاب الحل و الربط.
و هنا يؤسفنا المقام بتذكير أبناء جيلنا و الذين سبقوهم بالجهل و نكران الذات حيث لا يزالون يحتفلون بكذبة “أول أبريل” و في المشرق يقال لها “كذبة اول نيسان” متناسين أن أصل الحكاية عربي إسلامي,أين تم تمجيد هذه اللعبة على حساب أرواح الشهداء المورسكيين و هم البقية المتبقية من العرب المسلمين في بلاد الأندلس.
أصل الحكاية يعود حين صدر آخر مرسوم للملك فيليبي الإسباني حفيد الملكة إيزابيلا و فيرناندو عام 1609عندما يئس من ارتداد بقايا المسلمين عن دينهم طالبهم بالهجرة إلى ديار الإسلام حيث لم تعد الكنيسة تود بقاءهم.
و هنا أشاع الإسبان بأنه تمة سفن من الأسطول الجزائري تم التفاهم معها لحمل بقايا الموريسكيين,فتجهزت العوائل بشبابها و أطفالها و عجائزها و كهولها قاصدين شواطئ ألميريا قصد المغادرة الحتمية لأرض عمّر فيها المسلمون زهاء ثمانية قرون.
و بعد أن حملوا ما خّف وزنه و غلى ثمنه و كان عددهم قرابة 80 ألف شخص,جاءتهم قوى الشر و الظلام مدعومين بمباركة الكتيسة و أوغلوا فيهم القتل و النهب و كان الزمان هو تاريخ أول أبريل,و اعتبرت منذ ذاك الوقت تلك الحادثة مرادفة لأكبر كذبة في التاريخ أين لاقى المسلمون مجزرة رهيبة لا يتم التعرض لها في تاريخ الإسبان لحد الآن لأنها تجلب لهم الخزي و العار.
بينما أشاعوها في صفوف بني جلدتنا ليداروا ما فعل أجدادهم,و إذ بنا نعيد سرد الشيئ المخفي من تاريخنا لكي يبقى الغرض التنوير ليس إلا,فرغم انصراف شبابنا و شاباتنا عن قراءة ما تجود به أناملنا و أنامل غيرنا,إلا أنه نحاول دوما أن نعمل مثلما قال نبينا صلى الله عليه و سلم “فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم” -متفقٌ عليهِ- و الله على ما نكتب شهيد.