ما قل ودل

يعتبره سكّان وهران من العلماء العاملين…الشيخ الزوبير قدوة في الفقه و أمور الدّين

الشيخ الزوبير رفقة الشيخين الأطرش السنوسي و معمر حني

شارك المقال

منذ نعومة أظافرنا و نحن كساكنة مدينة وهران خصوصا نسمع أنه من أراد الفتوى أو التفّقه في أمور دينه فعليه بثّلة من مشايخ الباهية و هم على التوالي الشيخ الزوبير,الشيخ معمر حني,الشيخ الياجوري و الشيخ لطرش السنوسي غفر الله لهم و أنزل عليهم شآبيب الرحمة , فلقد كانوا من المصلحين بشهادة العلماء العارفين.

و إيمانا منّا بأن العالم يظل ذكره حيّا حتى و إن غادر عالمنا آثرنا التعريف بعلماء الجزائر في مجال الفقه و الدين كي نذّكر شبابنا و الجيل الحالي أنه في زمن ما لم نكن نستورد الفتاوى بل كانت الجزائر قبلة لمن أراد الفتوى و التبّصر في أمور الدين,و ارتأينا كثاني إنطلاقة في هذا المسعى البحثي الإعلامي الذي باشرناه بشخصية العالم الفذ الإمام الأطرش السنوسي و آثرنا اليوم أن نسلط الضوء على شخصية الشيخ الزوبير الذي لمع صيته في سنوات الثمانينات و التسعينات .

فيعتبر المرحوم الشيخ الزبير الشخصية المحبوبة لدى سكان ولاية وهران والولايات المجاورة، والذي ولد في 02 فبراير من سنة 1927 بسيدي بلعباس، من الأئمة الذي انفردوا بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وتتلمذ على يد أشهر المشايخ و تابع دراسته في المدرسة الفرنسية التي تكلّلت بحصوله على الشهادة الإبتدائية .

واصل دراسته على يد الشيخ بخالد بن كابو و مشايخ آخرين ، و قد رأى أشياخه توجيهه إلى جامعة القرويين الذي لحق بها سنة 1944 إلى غاية 1951 حيث تحصل على أعلى شهادة علمية دينية عادة ما كانت تمنح للمتخرجين من طلبة الدروس النهائية و هي شهادة “العالمية” التي كانت تعادلها شهادة “التطويع” بجامعة الزيتونة ، أو التحصيل بالأزهر الشريف بالقاهرة .

عاد إلى أرض الوطن و عيّن في سلك التربية و التعليم في المدرسة الحرة التابعة لجمعية العلماء بمدينة سيدي بلعباس و كان ذلك في أكتوبر 1951 حتى شملها الإغلاق عام 1954 ، حيث واصل الشيخ المرحوم عبد القادر الزبير رسالته و التحق من جديد بمؤسسة تعليمية أخرى كمدير لمدرسة الشهاب بأرزيو التابعة هي الأخرى لحمعية العلماء المسلمين الجزائرين .

في سنة 1958 عمد الإستعمار الفرنسي إلى غلق كل ما يمت إلى التعليم العربي الديني بصلة من مدارس و معاهد و كتاتيب قرآنية و مساجد و زوايا لما أصبحت تشكله من خطورة على أمنه و إستقراره و لاحق شيوخها و مؤطريها ، فخشيت الثورة على تصفيتهم فعملت على تهجيرهم .

فأوكلت إلى الشيخ الزبير مهمة بالمغرب الأقصى بتكليف من جبهة التحرير الوطني و القيادة العامة بحكم تمتعه بثقافة عالية و إتقانه للغتين العربية و الفرنسية .

بعد الإستقلال عين كأستاذ للغة العربية بثانوية العقيد لطفي ثم ألتحق بوزارة الشؤون الدينية كإمام خطيب بجامع علي بن أبي طالب بحي الحمري .

ثم نائبا لمفتش الشؤون الدينية ثم مفتشا لها خلفا للشيخ البشير بويجرة الطيب , ثم مفتشا عاما لولايات الغرب حتى عام 1991 حيث أحيل على التقاعد .

و لكن نشاط هذا الشيخ العالم الفاضل لم تنته بالتقاعد بل إزداد عمله و علمه و كثر نشاطه ، لقد كون لنفسه دروسا في علم التفسير و الحديث و اللغة و النحو يدعم تفسيره بالهجة العامية ، و الفرنسية التي يجيد إستعمالها و يحسن توظيفها الشيء الذي جعل من وزارة الشؤون الدينية تكلفه بإعطاء دروس دينية في المهجر .

و قد أخذ من مسجد عبد الله بن سلام مقرا لنشاطاته و دروسه و كان نعم الشيخ و المربي و الملعم , توفي الشيخ الزبير عبد القادر الإمام الخطيب والعالم والمجاهد، عن عمر يناهز 79 سنة إثـر مرض ألزمه الفراش لمدة ست سنوات· بوهران يوم 11 أوت 2006 بوهران ووري الثرى بمقبرة سيدي الشحمي بحضور جمع غفير أجمعوا على أن الفقيد كان بمثابة نجمة تلألأت و سطعت في عالم الفقه و الدين , رحمه الله و أسكنه فسيح جناته .

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram