ما قل ودل

حارب التنّمر من السمنة المفرطة و تخّصص في صنع الأهداف العالمية …الآلة البنزيمية تتغلب على الدبّابة الليفاندوفسكية

شارك المقال

لم تعد قصة اللاعب العالمي ذو الأصل الجزائري كريم بن زيمة مقتصرة فقط على الميادين الكروية العالمية فحسب بل تتوازى مع ذات القصة حكاية حاك فصولها كريم الذي استطاع أن ينتقل بفضل عزمه و إرادته من عالم السمنة المفرطة التي عانى بسببها في طفولته التنمر الفاضح إلى عالم الإنجازات البطولية حتى بات يتجاوز خيرة المهاجمين الدوليين على غرار البافاري السابق و البرشلوني الحالي البولندي ليفاندوفسكي.

أين يتجاوز بن زيمة الدبابة ليفا بهدف وحيد أي برصيد 29 هدفا و تأتي المفارقة التي جعلت من هذا الرقم إنجازا بحد ذاته إذا ما علمنا أن كريم بن زيمة لعب أقل من المهاجم البولندي ب11 مباراة و هو ما يصنع التميز لدى إبن العائلة الجزائرية التي فضلت الإغتراب عن وطنها الأم و التي لحسن حظها حققت الإنجازات تحسب لها و تشجع غيرها من العائلات المهاجرة لتحقيق الأفضل دوما.

قصة الفتى كريم بن زيمة بدأت في سن مبكرة مع نادي ليون الفرنسي أين كان كريم في الفئات الصغرى يتمتع بحس تهديفي لكن بنيته المورفولوجية كانت توحي بأن اللاعب الصغير سوف يتحول دونما شك لمشروع فاشل و ستتوقف مسيرته على أقل مقدار في صنف الأواسط.

لكن و مثلما عرف عن بنزيمة و بذهنية الجزائري استطاع أن يحول المحنة إلى منحة حتى أنه في إحدى المناسبات أين أراد بعض أكابر ليون عندما كان هو في صنف الأصاغر أن يتنمروا عليه عندما كان ملتقط الكرات و نعثوه بالسمين الصغير,عندها أجابهم كريم بلغة الواثق بأنه سيجعلهم يندمون على تصريحاتهم و يتمنون يوما الوقوف معه لأخذ صورة تذكارية و عندها بطبيعة الحال سوف يرفض ذلك.

فكريم لم ينعزل عن العالم الخارجي و عرف بان دوائه يكمن في الرياضة فبات في صنف الأشبال يصل قبل الحصص التدريبية بساعة كاملة و لا يغادر الحصة بعد نهايتها إلا و يضيف ساعة اخرى كنوع من التحدي الذي ضربه على مورفولوجيته التي لم تكن توحي بأن الجسم التي تتبعه هو قوام رياضي.

و على وزن الأزمة تلد الهمة بدأت ثمار التحول تظهر على كريم بن زيمة و تزاوجت تلك التحولات مع تطوره في تشكيلة ليون في اختصاص رأس حربة و بالفعل تميز كريم من خلال أداء أسطوري مع الأولمبيك حتى بات مطلبا للديوك و ريال مدريد على حد سواء.

و لا يخفى على أحد أنه مثلما كان على النادي الملكي فضل على كريم فإن كريم هو أيضا كان و لا يزال فضله عالقا في رقبة “الميرينغي” أين صنع رفقة ذات النادي المجد الكروي العالمي أنهاه بتتويج أسطوري باستحواذه على الكرة الذهبية التي كانت بنكهة جزائرية عندما دخلت الزغاريد لأول مرة دهاليز حفل تعيين أحسن لاعب كرة في المعمورة.

و لم يكتف بن زيمة بتتويجات ماراتونية بل بات لا يرضى بتسجيل الهدف و الهدفين,حيث أصبح حاليا اختصاصيا في صنع “الهاثريك” و لا ننسى,بأن كريم أنسى “المدريديستا” في الأسطورة رونالدو,أين عوض غيابه بامتياز و يبدو أن زمن تقاعده لم يحن بعد في ال”سونتياغو بيرنابيو” لحد الآن فمازال امام الكثير لرد اعتباره هذه المرة أمام غطرسة المدرب العنصري “ديديي ديشان”…و لا يزال لفصول الحكاية بقية حتما سوف ينهيها كريم بنهاية أسطورية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram