ما قل ودل

يلعب دور جاك فيرجيس مع الفلسطينيين…جاك ماري بورجي”الحقيقة الحيّة التي لم تستطع اغتيالها إسرائيل”

جاك ماري بورجي يحتسي الشاي قبل أن تصيبه رصاصة الغدر التي وهبت له الحياة

شارك المقال

رغم كل ما قام به العدو الصهيوني من عمليات اغتيالات ممنهجة لكل من يريد كشف حقيقة هذا الكيان الغاصب خصوصا كل من تسول له نفسه للإصطفاف إلى الجانب الفلسطيني,حيث كان آخرها العملية الجبانة التي نفذها أحقر جنود الإحتلال في الضفة الغربية عند تصويبه رشاشه نحو عقل الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي أزعجت حتى أوجعت الصهاينة في معاقلهم حتى و هي مسّجاة في تابوت الحرية.

و يبدو أن رصاصات الغدر التي أصابت عقل أبو عاقلة لم تفلح رغم تصويبها الصحيح نحو قلب الصحفي الفرنسي الحر “جاك ماري بورجي”,الذي أخذ من حب فلسطين عنوانا لكل مقالاته,حيث بات يعرف بالحقيقة الحية التي لم تستطع إغتيالها إسرائيل.

“ماري بورجي” لم بكشف جرائم الصهاينة و تدويلها إعلاميا فحسب,بل أضحى منبرا للحرية و الأحرار في أرض فلسطين,و لعب و لا زال يلعب دور مماثل للذي لعبه محامي الثورة الجزائرية الراحل “جاك فيرجيس”,أين آثر الإصطفاف إلى صوت الحق من خلال تتلمذه ثوريا على يد الشيخ ياسين الذي أرّق مضجع الصهاينة من فوق كرسي متحرك.

و يبدو أن إغتيال الحقيقة ليس بالأمر السهل و الهين,فإذا صوبت في غير ناحية العقل الذي يجتهد في التفكير لكي يضبط بوصلة اصطفافه لجانب الحق و المنطق,فلن تصيب رصاصتك الهدف رغم اجتهادك في التصويب,وهذا ما حدث بالفعل ل”جاك ماري بورجي” و أكسبه حياة ثانية وهبها مجددا خدمة للقضية الفلسطينية.

فكل المؤشرات كانت توحي بدنو حياة هذا الرجل الذي لبس كفن الحرية,لكن إشفاق الحياة عليه و الرعاية الربانية كانت كفيلة بأن تكتب له عمرا جديدا هزم من خلاله الصهاينة و السلطات القضائية الفرنسية,أين استطاع بعد معارك سجال أن يثبت الجريمة الممنهجة التي كانت حكومة “إيهود باراك” الإجرامية طرفا فيها و التي  أراد من خلالها عناصر “الشاباك” تصفيته بطريقة كلاسيكية.

و على منطق أبو عاقلة لا يزال يمشي جاك ماري بورجي في غير تيار التطبيع الذي أصبح “tendance” العصر,ليصبح مرة أخرى أكلة غير صحية أو لنقل سامة لن يجرب التهامها مجددا الكيان الصهيوني الذي اختار قنّاصوه بعد فشل اغتيال “جاك ماري بورجي” تغيير التسديد من القلب نحو العقل في عملية “شيرين أبو عاقلة” مجّسدين بذلك مقولة محمد علي كلاي في ميدان الملاكمة “إضرب الرأس ينحني لك الجسد”….و لا يزال لحديث الحرية بقية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram