للعام الثاني على التوالي و لمرات عديدة خلال مسيرتهما التدريبية يلتقي الكاتالوني “بيب جوارديولا” مع نظيره الإيطالي الوسيم “كارلو أنشيلوتي”,فمباراة الأمس التي جمعت الأيقونتان في ملعب “سانتياغو بيرنابيو” أبانت على ان كرة القدم ليست فقط قدرات لاعبين محترفين من عيار النجوم يقدرون بفضل صولاتهم و جولاتهم في المستطيل الأخضر إلى تغطية عمل مهندسي دكة الإحتياط.
بل يوم أمس من خلال التعادل الإيجابي الذي فرضته “المان سيتي” على “المدريديستا”,ظهرت الكاريزما التدريبية لكلا المدربين خصوصا فيما يخص المرحلة الثانية من المباراة,أين لعب الأصلع على تحريك البيادق بضربة معلم و لم يستنفذ معظمها, ولعل أبرز بيدق “رياض محرز” الذي فضّل وسط دفاع برشلونة الأسبق أن يتركه مثل الأسد الجارح حتى يستشيط غضبا,و إذا أطلقه حقّق المبتغى ليمّزق شباك الخصم مثلما سبق و أن صرح بيب معلقا عن سّر استبعاده للمحارب الجزائري آنفا.
بالمقابل فإذا كان جوارديولا يفكر بطريقة منصبه السابق كلاعب وسط مسترجع للكرات,بات يفّكر كارليتو بعقلية باني للهجمات بحكم منصبه الذي أبدع فيه مع بارما الإيطالي,أين لا تزال جماهيره لم تنس فضل “كارليتو” حين ساهم كلاعب على إخراج النادي الذي كان نكرة كروية إلى عالم الأضواء أين صعد معه ذات موسم من عام 1979 نحو الدرجة الثانية.
و إذا كان جوارديولا يلقب بسريع الفهم و البديهة في إنجلترا نظير صلعته التي باتت فأل خير على الكاتالوني السابق,فإن حاجب أنشيلوتي الذي ناذرا ما نشاهده يثبت مكانه هو الآخر بمثابة عربون النجاح للاعب الأزوري الأسبق.
إذا فمباراة العودة مثلما يتفق عليها جميع المتخصصين ستكوت بمثابة النهائي قبل النهائي,مثلما أنها ستكتسي الطابع الثأري بين التشكيلتين,حيث أن الملكي سبق له و أن مرّر كلمته على السيتي و تأهل على ظهرها للنهائي العام الماضي.
لكن هذه المرة الأصلع جوارديولا سوف يفعل المستحيل لكي يعلو على حاجب أنشيلوتي و كلمة السّر بنسبة كبيرة ستكون للأسد الجارح رياض محرز الذي بقي ما يكفي له في دّكة البدلاء,فهل سيعلو حاجب أنشيلوتي على صلعة الكاتالوني؟,أم ستكون لكلمة السّر الجزائرية مفعولها السحري؟,هذا ما ستجيب عنه دونما شك أرضية ملعب الإتحاد فصبرا جميل إلى غاية الأسبوع المقبل؟.