وصف العديد من الأدباء و الإعلاميين المغاربة أسود المقاومة الفلسطينية التي اندلعت ضد الكيان الصهيوني خلال معركة طوفان الأقصى بالإرهابيين,و هو ما أثار حفيظة أحرار العالم مستغربين من الموقف غير المشرف و المغرد خارج السرب من بلد المفروض أن أمير مؤمنيهم يعتبر رئيسا للجنة مساندة القدس.
و اندلعت حرب بين المعارضة المغربية و هؤلاء المحسوبين على رواد التطبيع عبر تقاذف التهم,الأمر الذي خلق نوعا من الفوضى في صفوف عموم الشعب المغربي الذي يرفض التطبيع جملة و تفصيلا.
ووصل الأمر ببعض الإعلاميين المغاربة على غرار أحمد الشرعي أين كتب ساعات قليلة بعد السابع من أكتوبر الماضي في موقع “جيروزاليم ستراتيجيك تريبيون” مقالا بعنوان “كلنا إسرائيليون” تحدث فيه عن بعض ما جرى للمستوطنين الصهاينة بعد هجوم المقاومة الفلسطينية عليهم في ذلك اليوم، مبديا تضامنه معهم وواصفا حركة حماس بـ”الجماعة الإرهابية”.
و سار الأديب المغربي الآخر الطاهر بن جلون على نفس نسق الشرعي,حين كتب هو الآخر في مجلة “لوبوان” الفرنسية أن “ما قامت به حماس خلال هجومها على إسرائيل لم تكن لتفعله الحيوانات”، وأن رجال المقاومة “بلا ضمير بلا أخلاق وبلا إنسانية”.
و أثارت هذه التصريحات غليان في الشارع المغربي و في صفوف المثقفين المغاربة,و هو ما ظهر عبر صفحات التواصل الإجتماعي,أين طالب عموم المغاربة هؤلاء المحسوبين على الطبقة المثقفة بالعدول عن أرائهم و تصحيحها,حيث أن تاريخ العمالة حسبهم لا يرحم.
و على النقيض لما فعلته البلدان المطبعة على غرار الأردن و البحرين,حين استدعت سفراءها من تل أبيب و بدأت في التفكير في مقاطعة الكيان الغاصب,لم يحرك المغرب ساكنا و بقيت علاقاته مع تل أبيب على نفس المنوال قبل أن يندلع طوفان الأقصى و هو ما أثار استغراب الشعب المغربي و الأمة العربية على حد سواء.
و تساءلت العديد من المنابر الإعلامية العربية على غرار جريدة القدس العربي عن سبب توجه المغرب الصهيوني,حيث عنونت بالبند العريض يوم أمس “هل تنّكر المغاربة للفلسطينيين”.
للتذكير أن هذا الخدلان المغربي للقضية الفلسطينية ليس وليد اليوم,بل سبق للمغرب و أن تصرف بنفس التصرف خلال حرب الستة أيام و كذلك خلال حرب 73 ,حتى أن بعض المصادر على غرار المرحوم حسنين هيكل أكدت أن سبب النكسة خلال الطبعة الأولى للحرب المصرية الإسرائيلية سببها تسريبات مخابراتية كان المغرب المتهم الوحيد فيها.