أسقطت المقاومة الفلسطينية بثباتها و انتصارها عسكريا و إعلاميا و دبلوماسيا الكيان الصهيوني من فوق ظهر الحصان كما يقول المثل,فبعدما كان الصهاينة يتغنون بإمسكاهم بزمام الأمور باحتلالهم أرضا غير أرضهم بقوة الحديد و النار,هاهو هذا الكيان يتهلهل و يظهر للعالم على حقيقته و انهارت إمبراطورية الشر التي ظل ينسج خيوطها منذ عام 1948.
و في حين راهن جميع المتتبعين على أن معركة “طوفان الأقصى” التي جعلت العملاق يظهر بأرجل من طين,باتت هذه النقطة هي التي تنذر بتحول العالم إلى تعدد الأقطاب بعدما ظلت تحكمه الأحادية القطبية و تملي على الدول طريقة التصرف حتى مع شعوبها.
و بينما ظل الإعلام هو السلاح الوحيد الذي كان يتخفى من ورائه هذا الكيان و يخفي جرائمه على الشعب الفلسطيني,ها هي المقاومة تنتصر بنفس السلاح أمام العالم لكن بطريقة مغايرة,حيث كان سلاح المقاومين هو بث الحقائق و فقط.
و من وراء هذه الحقائق لعل أبرزها العمليات العسكرية,ظهرت شهادات الأسرى الإسرائيليين الذين صدحوا بالمعاملة الحسنة للمقاومة,حتى أن إحدى الأسيرات دونت رسالة لقبت نفسها من خلالها بأسيرة الشكر,نظير ما لقيته هي و إبنتها الصغرى من حسن معاملة و لقبت سجانيها في نفس الوقت بالأصدقاء.
و لم تصدر هكذا تصريحات من الأسرى المحّررين فقط,بل صدر نفس السناريو من أحد الضباط الإسرائيليين المدعو “ديازي جدعون” عبر لايف مباشر الذي أقر بانهزام جيش التساحال في غزة,و طالب حكومة نتانياهو بالإذعان لشروط المقاومة و الكف عن الغرور,و البحث عن حل سلمي لتسوية الوضع السائد,لأن مواصلة الكيان بنفس السياسة معناه فقدانه للعديد من أراضيه مستقبلا,و هو ما ينذر بزوال إسرائيل كما قال في وقت مبكر.
و على الصعيد الدبلوماسي و بعدما كان حل الدولتين يتم الخوض فيه في الخفاء و الكواليس,هاهي معظم الدول الأوروبية تبدي تزكيتها لذات المشروع الذي ترى فيه ركون العالم لسلام دائم,و هو ما يدعو له المعارضون من اليهود المعتدلين.
و يبدو من خلال المعطيات الجديدة التي ظهرت على الواجهة أن الحكومة اليمينية التي يقودها ناتانياهو و بن غفير و سموتريتش بات سقوطها وشيكا,و يتزامن مع هذا السقوط حتما محاسبة كل المتسّببين في كل من أوصل الوضع إلى ما هو عليه,و هو ما يبشر بمتابعات قضائية قد تفضي دونما شك بإلقاء الثلاثي المذكور في غياهب السجون.