نعثت ممثلة في البرلمان الفرنسي زميلة لها بسليلة منظمة الجيش السري “لواس” نتيجة مصادقة هذه الأخيرة على قانون الهجرة الجديد, الذي كان من المفروض أن يتم من خلاله التخلي عن بعض الإمتيازات الممنوحة للجزائريين خلال الإتفاق الجزائري الفرنسي الذي تم تبنيبه خلال سنة 1968.
و تحول مدرج البرلمان خلال الرفض بالإجماع للقانون الجديد إلى مناوشات ما بين ممثلتي الشعب الفرنسي, و يتعلق الأمر ب”ميشال تابارو” إبنة “روبير تابارو” أحد الأعضاء البارزين لمنظمة “لواس” الإجرامية المنتخبة عن منطقة الألب البحرية, التي دافعت من أجل تزكية القانون الجديد بحجة نزع الإمتيازات التي يتمتع بها الجزائريون على التراب الفرنسي.
و في الجهة المقابلة عارضت بشدة النائب “صبرينة صبايحي” المنتخبة عن دائرة “فال دو مارن” تزكية القانون الجديد و نعثت “ميشال تابارو” بسليلة منظمة “لواس” الإجرامية و أن كل من زكى القانون هم ورثة لنفس النهج الإجرامي,و هو ما جعل عموم مجلس النواب يصفقون لذات العبارة التي قالت بشأنها النائب “ميشال تابارو” بأنها فخورة بتاريخ عائلتها الدموي.
و ذكّرت النائب “ياسمينة صبايحي” خلال كلمتها أمام البرلمان بجرائم منظمة “لواس” التي لم تفرق بين الجزائريين و الفرنسيين خلال فترة الإستعمار,وأشارت أنه حتى الرئيس “شارل ديغول” كاد أن يكون من أحد ضحاياها من خلال عملية اغتيال فاشلة تعرض لها من قبل أعضاء هاته المنظمة الغجرامية.
للإشارة أن الذاكرة الجزائرية لا تزال تسيطر على السياسيين الفرنسيين,حيث ما انفكوا يتطّرقون لها في معظم مداخلاتهم,و تعتبر تزكية النائب “ميشال تابارو” لتاريخ والدها الإجرامي أمر خطير,حيث سيكلف المعنية دونما شك متابعة قضائية مثلما يقتضيه القانون و القيم الفرنسية.
للتذكير أن قانون الهجرة الجديد الذي عرضه الوزير دارمانان قد تم رفضه بالإجماع من قبل النواب أول أمس,الأمر الذي أدى بالوزير المذكور لتقديم استقالته من الحكومة التي رفضها الرئيس “إيمانويل ماكرون” جملة و تفصيلا.