حمل معه العام الجديد مع صباحه الجديد بوادر إعادة تشكيل ملامح الخارطة العالمية التي لم تعد ذات رمزية أحادية قطبية,بل أضحت متعددة الأقطاب مع دخول العديد من اللاعبين لأرضية ميدان الصراع العالمي.
فأيّما وجهت بصرك ناحية الشرق أو الغرب و الشمال أو الجنوب لن تجد سوى مصطلح الحرية يقابلك,و كأن الجميع يكون قد استفاق من بنج غيبوبة دام أمدها,و على شاكلة تجدد الخلايا يبدو أن الأجيال المتعاقبة لن ترض دونما شك بوضعية الذل و الهوان التي طالما عايشها الأسلاف.
و بداية الإستفاقة التي سنستعرضها خلال هذا المقال التحليلي, جاءت هذه المرة قبل انجلاء العام الماضي من الصحراء الغربية التي أبى ساكنوها إلا أن يبصموا على إحدى شرارات التّحرر من خلال تذكير الإحتلال المغربي أنه قابع على أرض ليست أرضه.
فالصحراويون قاموا بيوم واحد قبل سنة 2024 بقصف مقر القيادة الخلفي للفيلق الـ 14 لجنود الاحتلال المغربي بقطاع الفرسية, حسب ما أوردته المديرية المركزية للمحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي, في بيانها العسكري, أمس الأحد.
و تكون مثل هكذا عمليات نوعية إيذانا باستمرار معركة التحرير و العمل المسلح, ناهيك عن الإستمرارية في النضال داخل الأراضي المحتلة,أين يكابد المواطنون الصحراويون عمليات تمييز ممنهجة دون نسيان ما يعانيه الأسرى في السجون.
و يبدو من خلال إرهاصات العام الجديد أن القضية الصحراوية قد استفاقت مجددا,حيث باتت تعرف تدويلا من قبل الجمعيات العالمية,أين بات أحرار العالم يتطلعون على معاناة الصحراويين من خلال المعارض و الندوات,و هو ما يوحي بفك الخناق على أرض طالما أريد تغيير تسميتها التي يأبى ساكنوها إلا أن تظل حرة غربية.
و الحديث عن التحرير و الحرية في بداية هذا العام لن يكتمل سوى بالإنحناء إجلالا و تعظيما لما يقوم به الشعب الفلسطيني الأبي من تضحيات جسام,حيث كسرت المقاومة الفلسطينية أسطورة الجيش الذي لا يقهر لتصنع لنفسها إلياذة العّز و الفخر.
فلا أحد ينكر أن فلسطين باتت ميدان ميلاد خريطة العالم الجديدة,أين تعتبر مصائر الشرق و الغرب مرتبطة بالنصر الذي يسعى من خلاله أشاوس المقاومة الذين لم يكلوا و لم يملوا من تمريغ أنوف الصهاينة في مستنقعات أفعالهم الهمجية.
فأينما يريد الكيان الغاصب قتل روح الحرية في جسد المقاومين, هاهي تلك الروح تعود لتشتعل مجددا عبر الرشقات الصاروخية التي لم تنضب,أين استقبل الفلسطينيون العام الجديد بصب وابل صاروخي على العاصمة تل أبيب…و لسان حالهم يقول كل عام و أنتم تتذكرون بأنكم تحتلون ديارا غير دياركم.