ما قل ودل

هل يمكن للذئب أن يرعى الخراف؟

شارك المقال

يبدو أن العالم قد اختلطت عليه الأمور مجددا, ففي حين أصبح الصهاينة الجلادون يلعبون دور الضحية في فلسطين,أين أصبح الأمريكان يطالبونهم بتخفيف وطأة قصفهم من أجل التقليل من عدد الضحايا حسب زعمهم,ها هم نفس المدّلسون في حرب غزة يريدون أن يصّدقهم سكان نفس العالم بانطلاء حيلة أخرى.

فالجميع يوم أمس لم يصدق خبر اعتلاء دولة مستعمرة منصة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة,و رغم التساؤلات الكثيرة حول كيفية إجراء هذا الإقتراع ,إلا أنه حجبت كل التساؤلات تحت عبارة “قضي الأمر الذي فيه تستفتيان”.

فمثلما لا يفترق عليه اثنان فإن التنصيب الأممي الأخير للمغرب, معناه استصدار شيك على بياض لنظام المخزن كي يفعل ما يريد بالشعب الصحراوي الأعزل.

فعن أي حقوق إنسان يريد الأمميون أن يرعاها المغرب و هي تغتصب بصفة شبه يومية في الصحراء الغربية, عبر الإقتحامات غير القانونية لمنازل الأحرار و تخويف الحرائر و ترهيب الأطفال و العجزة و الشيوخ, ضف إلى ذلك الانتهاكات المهينة في حق الأسرى  القابعين في سجون غير آدمية.

أفبهذا تريد الأمم المتحدة أن تحفظ وديعة حقوق الإنسان في العالم, أم أن الأمر يعتبر تزكية لنظام المخزن و كل ما يفعله بمواطنيه في منطقة الريف, فهل هكذا تنصيب معناه مجازاة نظام المخزن على وقوفه وقفة المتفرج خلال حرب غزة, لكي لا نقول وقفته ضد الفلسطينيين.

أم أن الأمر هو تكريم في الخفاء للمغرب الذي انكشفت أدواره في عملية “موروكو غايت”, أين يود معظم الضالعين في فلك هذه المصيدة عدم فضحهم من قبل نظام المخازنية.

كلها أسئلة حتما لن تلق لها أجوبة مقنعة خصوصا و أن الجهة التي ينبغي علينا وضعها في قفص الإتهام هي جهة أممية, فلمن تقرأ زبورك يا داوود,أو بعبارة موازية على الطريقة الجزائرية “متى كان الذئب ينّصب راعيا للخراف”…و لا يزال للحديث بقية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram