عقب وقوفها الند للند ضد الإستعمار و الطغيان الصهيوني تكون غزة قد أزاحت الستار عن ما يجري من ظلم و قهر مماثل يمارس على سكان الصحراء الغربية في أقصى القارة الإفريقية من قبل الإحتلال المغربي, الذي بات يطبق هو الآخر نفس الوسائل البشعة على الصحراويين تماما مثلما يفعل الكيان الغاصب بإخواننا الفلسطينيين.
و على غرار ما فعلت جنوب إفريقيا بلجوئها لمقاضاة الصهاينة في محكمة العدل الدولية,مثلما شجع لهذه الخطوة أحرار الدول و في مقدمتهم الجزائر التي صدحت بأعلى صوتها خلال جلوسها على كرسي الممثلية الأممية أن لا تهجير قسري يمكنه أن يمّس الفلسطينيين, جاء الدور الآن على المغلوبين في أمرهم من الصحراويين.
فشعب هذه المنطقة المعزولة بات يعاني من الإستفزازت البوليسية و الاعتقالات التعسفية في صمت مطبق, و ما يشجع الاحتلال المغربي على مواصلة عنجهيته هو سكوت المجتمع الدولي و عدم لجوئه لخطة لتصفية آخر استعمار في القارة السمراء.
ذات التصرف ينبئ بانفجار الوضع بالمنطقة في أية لحظة, خصوصا و أن القوات الصحراوية ما انفكت توقع خلال قصفها المتكرر للمعاقل المغربية الخسائر العديدة في صفوف الجيش المخزني على كل الأصعدة.
و يبدو أن عام 2024 سيكون بالنسبة للشعب الصحراوي عام للتحرير في كافة الميادين, خصوصا على الصعيد الدبلوماسي, أين عرف تدويل القضية الصحراوية زخما كبيرا خاصة في أوروبا و أمريكا الجنوبية, حيث ما فتئ المتعاطفون مع الصحراويين يعّرفون بالظلم الذي يعانيه الصحراويون من قبل الاحتلال المغربي, من خلال معارض فنية و ندوات أدبية و حتى عرض أفلام وثائقية.
و يبدو أن نظام المخزن بات متخوفا أكثر من أي وقت مضى من المساءلة القانونية أمام محكمة العدل الدولية, خصوصا و أن معظم الشعب الصحراوي بات متسلحا بفيديوهات و صور و شهادات معتقلين و حتى جنود مغاربة منشقين, تدين التصرفات الإستعمارية التي ما فتئت تصدر من الإحتلال المغربي للصحراء الغربية.