رغم انتهاج نظام المخزن سياسة التخويف و التخوين و الترهيب اتجاه كل من يرّدد بإسقاط اتفاقيات التطبيع التي وقعها المغرب عند ارتمائه في أحضان الإبراهيمية التي يترأسها الكيان الصهيوني, إلا أن أحرار المغرب انتقلوا من الصدام مع القوات القمعية المخزنية في الشوارع إلى منصات التواصل الإجتماعي.
و يشهد المغرب في الوقت الراهن موجة رهيبة من العصيان الافتراضي التي دونما شك هي تحضير لخروج علني عبر حراك مضاد للسياسة المغربية المتحالفة مع الكيان الصهيوني, التي تتخذ من الدماء الفلسطينية موضع للمتاجرة.
فكل الظروف توحي بأن الشارع المغربي بات ملتهبا أكثر من أي وقت مضى ضد اتفاقيات العار مع الإسرائيليين, بدءا بالإنشقاقات المتعددة التي بات يعرفها الجيش المغربي الذي أخرج للعلن معظم منتسبوه سياسة الحقرة و المحسوبية التي تشوبه, أين بات الجيش المخزني يسّير بطريقة العصور الوسطى و التمييز العنصري ما بين أبناء أصحاب الجاه و النفوذ الذين يستدعون للخدمة في الأماكن المريحة, بينما يرمى بأراذل القوم إلى فم المدفع كوقود بشري لمكافحة الضربات الموجعة التي بات يوجهها جيش البوليساريو خلال حربه مع الإحتلال المغربي.
و أمام الفضيحة الإعلامية التي كان بطلها الصحفي رشيد ميباركي و ما جّرت معها من فضائح قانونية من لدن الجهات الفرنسية النافذة, و التي أثبتت بالدليل و البرهان وقوع نظام المخزن في عملية إرشاء الإعلام بالمال , هاهم صحفيون مغاربة ينضمون إلى صفوف معارضة النظام الملكي في الخارج , حتى أن بعضهم بات يقصف بالثقيل كإقحام أفراد من الأسرة المالكة في فضائح تهريب و تسويق و إغراق قارة أوروبا بالمخدرات.
و على النقيض للموقف المتفرج الذي يتخذه نظام القصر الملكي لما يجري في غزة التي تتعرض لإبادة جماعية لم يشهد التاريخ مثلها, ها هو الشعب المغربي يثور مجددا تضامنه مع الشعب الفلسطيني كنوع من الدعم المعنوي.
غزة تنزع الغطاء عن الصحراء الغربية…الإحتلال المغربي يقترب من المثول أمام محكمة العدل الدولية
و يبدو أن معاناة غزة مثلما أضحت تثير مخاوف أنظمة كثيرة تتخوف من سقوطها في أية لحظة, بات النظام المغربي متخوفا من أن يلقى نفس المصير, لذا بدأ يلجأ للتضييق على كل من ينادي بالتخّلي عن التطبيع مع إسرائيل معتقدا أن التحالف مع هذا الكيان الغاصب سيكون طوق نجاة له يقيه من غضب الجماهير, بينما تؤكد كل المعطيات أن الإسرائيليين أنفسهم لم يسلموا من ثوران البركان الفلسطيني فما بالك بما سيجري للنظام المخزني …و لا يزال للحديث بقية.