أصبح تواجد منتخب جنوب إفريقيا في مجريات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بمثابة قوة سياسية و تزكية للقضية الفلسطينية, حيث أن أبناء “البافانا البافانا” بمجرد تأهلهم على حساب منتخب الرأس الأخضر مفاجأة الدورة ما انفكوا يصدحون بعبارات “viva palestina”, و لم يكتفوا بذلك فحسب بل توشح جميع اللاعبون بالكوفية, تعبيرا منهم لمساندة حكومتهم التي خطت خطوة تاريخية بمقاضاة الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية.
و من خلال تدويل القضية الفلسطينية على الصعيد الرياضي الدولي في ملاعب كوت ديفوار تكون جنوب إفريقيا عقب تأهلها للنصف النهائي قد نابت عن محاربي الصحراء في مجال النصرة لإخواننا في فلسطين.
فجميع الشعب الجزائري كان بوده رؤية الراية الوطنية و شقيقتها الفلسطينية ترفرف في سماء بواكي أو أبيدجان, فكم كان هذا الحلم سيكون جميلا لو كان النهائي جزائري-جنوب إفريقي, لكن لظروف خارجة عن نطاقنا يمكن أن نلصقها في حكم الفار الذي تم إقصاؤه بعد أخطاء كارثية في حق ثعالب الصحراء لتفادي الحسابات الضيقة بطبيعة الحال.
و رغم إقصاء الخضر المر من هاته المنافسة القارية التي لم تبق على أي تمثيل شمال إفريقي أصبح الجزائريون برمتهم مشجعين أوفياء للبافانا بافانا, لا لشيئ سوى لتمثيلهم للراية الفلسطينية و هو المراد بالنسبة لكل جزائري حر.
فلا يخفى على الجميع أن مبدأ التحّرر و تصفية الإستعمار يعتبران العاملان المشتركان ما بين الجزائريين و الجنوب إفريقيين, حيث سبق للأيقونة “نيلسون مانديلا” أن رضع حليب الحرية من الثورة الجزائرية…فمثلما يقال إذا عرف السبب بطل العجب.