ارتقى علاء قدوحة المدّون الفلسطيني الساخر برفقة أفراد من عائلته في غارة انتقامية نفذها جيش الاحتلال الصهيوني صبيحة يوم أمس على قطاع غزة, و يبدو أن ذات الهجمة كانت مستهدفة لمنزل صاحب الروح المرحة و الظل الخفيف الذي جعل من إسرائيل أضحوكة في عالم “التيك التوك”.
و عرف كما هو معلوم عن المرحوم تقمصه دور جنرال صهيوني يحمل تسمية “موشي”, و ظن الجميع بمن فيهم الإسرائيليين أنفسهم أن ذات الشخصية رسمية و ليست وهمية, نظرا للموهبة التي كان يتمتع بها المرحوم علاء حتى من خلال تقليد اللكنة العبرية التي ينطق بها الجنرالات الصهاينة.
و عرفت فيديوهات علاء مشاهدات قياسية, خصوصا بعد معركة طوفان الأقصى, أين تهّكم من خيبة الجيش الإسرائيلي و رجال مخابراته, داعيا الإسرائيليين إلى حزم أمتعتهم و العودة من حيث أتى أسلافهم عبر هجرة عكسية.
و ذكّر الشهيد علاء قدوحة الإسرائيليين بأن و قت بقائهم في فلسطين بات قاب قوسين أو أذنى, مستشهدا بقصة الغراب الذي مزّق العلم العبري من أعلى إحدى السفارات الأوروبية و الذي اعتبره المعني إيذانا بسقوط إسرائيل.
و يبدو أن تهكمات علاء أخذها الصهاينة بمحمل الجّد, خاصة و أن ذات المدّون استطاع تمرير رسائل عديدة عبر عباءة الشخصية الوهمية “الجنرال موشي”, أين بات يصّدقه معظم المستوطنين, حيث قذفت فيديوهاته الرعب في نفوسهم.
و أضحى من يومها علاء قدوحة المبحوث عنه رقم واحد في صفوف المدّونين الفلسطينيين, حتى استطاع الجيش العبري تحديد موقعه ليرتقي شهيدا للكلمة الحرة التي تقمصت العباءة الساخرة, ليضاف اسمه بعد اغتياله إلى قائمة مفتوحة من الشهداء ضمت الأطفال و الرضّع و الشيوخ الركّع و النسوة و الرياضيين ارتقوا كلهم لكي تحيا فلسطين.