و أنا أتطلع اليوم على خبر الدعوة التي أرسلتها وكالة “سبوتنيك” من أجل منازلة إعلامية مع الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ردا على المستوى الراقي الذي ظهر به بوتين في حوار عالمي مع وسائل الإعلام الأمريكية, تيقنت و أنا في عقدي الثاني من الممارسة الصحفية أن الإعلام بات البعبع رقم واحد الذي يقاس من خلاله تطور الأمم.
لذا بات أكثر من ضروري إرجاع المهنة إلى أصحابها و التي طالما اختطفت من قبل من لا علاقة لهم لا بالميدان الإعلامي و لا حتى بالمجال العلمي أيما توجهت ركائبه.
فالإعلام خصوصا الإلكتروني منه مثلما أصبح أداة تستخدم كسلاح رئيسي لحروب الجيل الرابع, أضحى يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى المتمّرسين و المتخرجين من أصلابه, تماما كما لمّح لذلك وزير الإتصال خلال حديثه بمناسبة تزكية قانون الإعلام الجديد, و كأن السيد محمد لعقاب قد وضع السكين على الجرح على طريقة “لا تعطو لغير الصحفي ما هو للصحفي”.
فمثلما نرى بأم أعيننا أن كل المهن التي من المفروض أن ممارسوها من ذوي الشهادات الجامعية لم يتم اقتحام ميادينها, على غرار مهنة الطب و الهندسة كما أردف السيد لعقاب خلال حديثه, إلا مهنة الصحافة التي تم الدوس عليها و أضحت في وقت ليس ببعيد مهنة من لا مهنة له.
و استفحل الأمر حتى امتلأت الساحة الإعلامية بالرويبضات الذين تم تسميتهم من جهات رسمية بأشباه الإعلاميين, و يبدو أن استفحال الأمر في المشهد الرياضي جعل من السلطات الرسمية في البلاد تلجأ لتقنين الوضع, فالإعلام مثلما يراه البعض أداة ترفيه من خلال برامج ثقافية و تثقيفية على غرار مسابقات سين جيم أو على شاكلة ما يطلبه المشاهدون بات من خلاله ارتكاب أي خطأ قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
لذا وجب إرجاع لقيصر ما هو لقيصر, حتى يستقيم عود الإعلام مهما كان نوعه سواءا رياضي أو ثقافي أو سياسي, و من منبر جريدة “المقال” نرحب بأهل الإختصاص خصوصا خريجي الإعلام لاقتحام المشهد فالطبيعة كما يقال تخاف من الفراغ…مع تحية إعلامية لكل من له صلة حقيقية بالإعلام و السلام ختام.