يشن المسؤولون الإسرائيلون حملة مغرضة ومضللة وأكاذيب ضد الوكالة الدولية لإغاثة الفلسطينيين (الأنروا) ، وكذلك ضد كل مسؤول سياسي في العالم أو مبعوث دولي يتحدث عما يقوم به جيش الاحتلال الصهيوني من مجازر وتدمير وكوارث إنسانيةً في غزة والضفة الغربية الفلسطينية.
ويصفون كل ما يتكلم عن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، بأنه معادي للسامية ومؤيد للمقاومة الفلسطينية (حماس) التي تدافع عن حق الشعب الفلسطيني بالعيش في وطنه بكرامة و أمن وسلام, خلال حرب إسرائيل الوحشية والهمجية المستمرة منذ 132 يوما على قطاع غزة.
للإشارة أنه استشهد حتى الآن ما يقارب 28 ألف ، وجرح 68 ألف مدني، وهناك الآلاف لا يزالون مفقودين تحت ركام المنازل. ويقدر عدد الأطفال الذين استشهدوا وجرحوا بما لا يقل عن 40% من مجمل الشهداء.
وقالت كاثرين راسل، مديرة اليونسيف ” لا يوجد مكان آمن يلجأ إليه مليون طفل في غزة”. وفي بداية الحرب البربرية صّرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، بأن هناك انتهاكات واضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة، وطالب فورا بوقف الحرب ، كما أكد أن أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون الدولي.
ودعت المفوضة الدولية الخاصةً لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيزي ، وعدد من المبعوثين والخبراء التابعون للأمم المتحدةً، بوقف الحرب المدمرة على غزة، وأعلنوا بأن الفلسطينيين في غزة معرضون لخطر إبادة جماعية، كما انتقدوا تعليق عدد من الدول المانحة تمويلها للأونروا، بعد مزاعم إسرائيلية بأن عدد من موظفي المنظمة الدولية اشتركوا في هجوم السابع من أكتوبر، علما بأن رئيس الأونروا فيليب لازاريني ، صرح أن الأونروا تأخذ تلك المزاعم على محمل الجد, وطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل عن التهمة الموجهة إلى الموظفين أو تأليف لجنة مشتركةً لبحث الموضوع، ولكن طلبه رفض.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي البربري على غزة، تم استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف بحجة كاذبة بأنها تستعمل وتخدم المقاومة الفلسطينية. وأدى ذلك إلى وقف معظم مستشفيات غزة عن تقديم الخدمات الصحية لآلف الجرحى، كما تم اعتقال وتعذيب الأطباء والممرضين.
وهذا ما دعى رئيس منظمة الصحة العالمية ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتكرار الدعوة إلى وقف الاعتداءات على المستشفيات وعلى العاملين فيها، وأكدوا بأن ما يقوم به جيش الاحتلال مخالف لكل القوانيين والاتفاقات الدولية.
كل هذه التصريحات والمواقف الدولية الصريحة ، ومنها أيضا قرار محكمة العدل الدولية التي طالبت إسرائيل بضرورة وقف قتل المدنيين وتدمير منازلهم ، وتشريدهم من أماكن إقامتهم إلى العراء والجوع والعطش، والسماح بدخول المساعدات الكافية لهم فورا.
كل هذه الدعوات العالمية ، بالإضافة إلى موقف عدد من الدول الأوروبية، ومعظم الدول الأفريقية وعدد كبير من دول العالم الحر، ترفضها دولة الاحتلال الصهيوني، وتعتبرها منحازة ضدها.فهم أولا وأخيراً، يعتبرون أنفسهم فقط ضحايا العنصرية والتميز ضدهم، وبأن أسطورة الهولوكوست علامة مقدسة خاصة بهم، ولا تنطبق على غيرهم.