ما قل ودل

هشام الوهراني يحاور ليلى العامرية (معشوقة قيس)

شارك المقال

الأستاذ محمد شارف

جلس هشام الوهراني على كرسي مكتبته يفكر كيف يلتقي ب(ليلى)العامرية ليسألها عن حبيبها قيس بن الملوح ،،وفكر طويلا فألفى بأن كل وسائل التواصل بما فيها تلك الوسائل الحديثة عاجزة على تمكينه من العبور من عام 1445هجري إلى القرن الثاني .

فامتطى خياله المجنح وعبر حجاب الزمن وسافر من وهران إلى قبيلة بني عذرة النجدية

كان الوقت ظهيرة ،والأغنام في المراعي يسوقها رعاتها ،والفرسان في الغارات ابتغاء السلب والنهب والتفاخر بالشجاعة والقيم القبلية ،والنساء في الخيام محتجبات من لظى نار البادية القاحلة .

رأى هشام الوهراني خباء ليلى من بعيد فاقترب منه ،،وتنحنح ،ووقف ينتظر الإذن ،،فبدت له امرأة متوسطة الطول ،بارعة الجمال ،واسعة المقلتين ..نجلاء العينين زادها الكحل بهاء وجمالا..شعرها فاحم اللون متدل على ظهرها  فقال وعيناه مسمرتان إليها

سيدتي لقد جئتك منم بلاد سحيقة ،مبعوثا إليك من جيل بينك وبينه قرون طويلة لأسمع قصتك الحقيقية مع ابن عمك قيس من فمك..لأن رواة الأخبار بعضهم مكذب ،والآخر متوقف ،وثالث يزيد من خياله وينقص.

جلست ليلى العامرية متربعة على فراش دبغ من جلد جمل أورق ،وأمأت لهشام الوهراني بالجلوس وأمرت جاريتها بإحضار طبق التمر وقدح الحليب ثم قالت وهي تحس بالحرج

اسمع وارو عني ما حدث ،وكن أمينا فيما تنقله لبني قومك فإن القصة قصتي وليست قصة هؤلاء المكذبين

لقد أحبني ابن عمي منذ كنت طفلة أرعى الغنم وقال في شعرا كنت أتفاخر به أمام صويحباتي ولا داعي لأسمعك إياه ،فقد كان فيه من العبث ما لا يليق بك سماعه

ضحك هشام الوهراني وقال لعلك تقصدين قول قيس..تعلقت ليلى وهي غر صغيرة ..ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا .إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

ضربت وجهها واحمر وجهها خجلا وقالت….يا ويلي أووصلكم هذا الكلام ؟

لا عليك ياسيدتي فلقد روى لنا عنك البغدادي وابن قتيبة كلاما أكثر من هذا

طلبت من الجارية أن تسرع في طهي الطعام وأردفت تقول…(ولهونا معا كعادة سكان البادية ،ولما شبنا عن الطوق ازداد بي هياما وعشقا وتقدم لخطبتي فرفضه أبي رغم أنه قدم لي 50ناقة حمراء كمهر لي

مسد هشام الوهراني بيده على شاربه الهلالي وقال….ولماذا رفضه أبوك ؟..فهو ابن عمك وسيد من سادات قومه وليس عبدا أو خليعا

تنهدت ليلى بعمق وقالت…أنت لست ابن زماننا ويصعب عليك أن تستوعب طقوس النظام القبلي السائد عندنا ..فنظام القبيلة يا سيدي لا يسمح لأي رجل تشبب بامرأة (أحبها وتغزل بها)أن يتزوجها مهما كانت مكانته خشية العار والفضيحة ،..وهذا هو رأي السادة الذين لا نخالف لهم رأيا

نظرت ليلى  إلى هشام ،وهي كمن يحاول أن يفك لغزا ثم قالت…ماذا تريد أن تعرف بالتحديد

سرق هشام نظرة عجلى من ملامحها وقال وهو ينزع النواة من حبة التمر…من هو قيس يا سيدتي ؟

أطرقت ليلى إطراقة خفيفة ثم قالت بصوت عذب خافت…(قيس بطل إذا ذكر الأبطال ،عفيف إذا ذكر العاشقون ،سخي إذا ذكر الكرماء)

أعرف ..أعرف يا سيدة ليلى لكنني أريد بطاقة تعريف عنه…تناولت عنقود عنب كان بجانبها ثم قالت..هو قيس بن الملوح

………يتبع

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram