زلزلت الكلمة التي ألقاها مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن السيد عمار بن جامع بخصوص فلسطين أركان المعمورة, و انفردت مرة أخرى بلاد الأحرار بمنطق الإستشناء فيما يخص الحفاظ على عهد الشهداء.
و كانت كلمة عمار بن جامع مرادفة للمقولة الشهيرة التي ما انفك يجعلها الجزائريون دستورا لهم “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”, و أضحت بالتالي هاته العبارة العملة التي تتعامل بها الجزائر ضد كل أشكال التعامل العنصري و عربون لتصفية كل احتلال غاصب.
فمن خلال كلمة أبناء الشهداء الأممية, برهنت الجزائر مرة أخرى أنها ستظل بدون كلل أو ملل تناصر القضايا العادلة, و في مقدمتها القضية الجوهرية و هي قضية فلسطين التي يطالب أحفاد الأمير عبد القادر باسترداد استقلالها من النهر إلى البحر.
و أظهر عمار بن جامع من خلال كلمته الأممية أن الجزائر ستظل واقفة مع فلسطين حتى يأتي الخبر اليقين, ملمحا بأنه مهما دفنت فلسطين شهداءها سيولد من رحمها أبطال سوف يحّققون المبتغى يوما ما.
للتذكير أن الجزائر منذ تعيينها مؤخرا كعضو غير دائم بهيئة الأمم المتحدة, عكفت على تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية التي جرجر أمام أروقتها الكيان الصهيوني بصفته متهم رئيسي في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
و يرى الخبراء الجيوسياسيين أن مثل هكذا مواقف ليست غريبة على الجزائر, التي منذ استقلالها عملت على مساندة مختلف الحركات التحّررية في كافة أصقاع الأرض, وفاءا لعهد الشهداء الأبرار الذين قضوا ودفعوا فاتورة غالية في معركة تحرير مريرة ضد المستعمر الفرنسي, و التي تكّللت بعد قرن و 32 سنة باستقلال أصبحت تدرس أبجدياته في مختلف مقاييس التاريخ الثوري الحديث.