ما قل ودل

فيتو أمريكا حرمها الحفاظ على ماء الوجه…إسرائيل تعايش سيناريو مشابه لحرب فيتنام

صورة لجندي أمريكي تأسره فتاة فيتنامية

شارك المقال

خرجت مرة أخرى إسرائيل مذمومة مدحورة من خلال رفض الولايات المتحدة الأمريكية المقترح الجزائري من خلال تطبيقها لحركة الفيتو, التي سيدفع من خلالها الكيان الصهيوني الفاتورة غاليا في حربه ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

فباعتراف الخبراء الجيوسياسيين كانت إسرائيل سوف تحافظ على ماء وجهها و تخرج بأقل الأضرار لولا الغطرسة الأمريكية, و بالتالي أعاد هذا الفيتو الحرب إلى نقطة الصفر, أين توحي كل المؤشرات بالتفوق الإستراتيجي لمختلف الفصائل على الأرض.

فإسرائيل منذ أن أخطأت لأول وهلة ووطأت أقدام جيشها قطاع غزة أضحت مسخرة و أضحوكة الجيوش النظامية, فلحد كتابة هذه الأسطر لم تستطع كتائب و ألوية هذا الجيش الجرّار من تحقيق و لو انتصار واحد على أقل مقدار, و باتت آلياته عرضة للتفجيرات بمن فيها من ضباط و عساكر.

فما تعيشه الآن إسرائيل في مستنقع غزة يشبه تماما حرب الشوارع و المدن و الضواحي التي عاشها الجيش الأمريكي في فيتنام, الذي رغم تجهيزاته العسكرية على مستوى الجو و البحر و البر, إلا أنه تلقى هزيمة نكراء من قبل جنود الفييت كونغ الذين أحكموا تموقعهم داخل الأنفاق, و اجتهدوا في نصب الكمائن للأمريكان الذين أكمل معظمهم الخدمة العسكرية إما مبتوري الأطراف أو فاقدي عقولهم في المصّحات النفسية.

و لعل التاريخ يأبى إلا أن يعيد نفسه و لو كره الطواغيت, حيث لا تزال إسرائيل كما فعلت أمريكا من قبلها في فيتنام تريد تسوية للوضع من أجل الحفاظ على ماء وجهها , خصوصا و أن كل العوامل و المؤشرات باتت في غير صالحها, ولعل أبرزها الغضب الشعبي العالمي المتصاعد من خلال المظاهرات تماما كما جرى في حرب فيتنام.

فلا زال التاريخ يشهد أن أمة أسيوية صغيرة تفوقت على منطق النابالم و القنابل الهيدروجينية, بفضل فخاخ أعدت خصيصا للحيوانات الضارية و حولها الفيتناميون لاصطياد جنود المارينز الذين لا تزال صور اعتقالهم المهين تزّين صفحات أرشيف تاريخ الصور الفوتوغرافية ذات الصيت العالمي.

للتذكير فإن حرب فيتنام تعتبر مضاهية لنظيرتها الثورة الجزائرية من حيث المبدأ و كذا تطور الأحداث من خلالها, حيث تشابهت في انبعاثها من نقطة الصفر, إلى أن تطورت حتى أضحت مضرب المثل على الصعيد العالمي, تماما مثلما باتت تمشي على ظله المقاومة الفلسطينية التي حطمت هي الأخرى أسطورة جيش الصهاينة الذي طالما صدعتنا به البروباغوندا الغربية بأنه لا يقهر.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram