دعت جنوب إفريقيا على لسان سفيرها بهولندا السيد “فوسيموزي مادونسيلا” جميع دول المعمورة بإدلاء بشهاداتها ضد الكيان الصهيوني من أجل معاقبة مسؤوليه جرّاء الهجمات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني, و استمرار إسرائيل في تماديها في انتهاج سياسة الأرض المحروقة و الإبادة الجماعية على قطاع غزة المحاصر , وذلك أمام صمت مطبق للقوى العظمى التي ما انفكت تصطف إلى جانب الظلم و قوى الشر و الظلام.
و تحّججت جنوب إفريقيا من خلال انتهاجها هذه الخطوة من تبعات الفصل العنصري التي طالما عانت منه خلال نظام الأبارتيد سابقا, أين عانى سكان جنوب إفريقيا من تمييز عنصري لم تعرف البشرية له مثيل, و هو ما يذّكرها بما يعانيه الفلسطينيون تماما مع الإحتلال الصهيوني الغاشم.
و جراء ما يعيشه الفلسطينيون خاصة سكان غزة من ظلم و قصف همجي أسوأ مما عاشته جنوب إفريقيا, قرّر مسؤولو هذا البلد الإفريقي حسب سفيرهم بهولندا إلى رفع دعوة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية و التي تعتبر سابقة على مستوى التاريخ الحديث.
و أضاف نفس المتحدث أن ما يقوم به عناصر جيش الصهاينة و شهاداتهم تعتبر مكتملة الأركان بالنسبة لجريمة الإبادة التي تنتهج ضد الشعب الفلسطيني, و هو ما يستوجب التدخل في أقرب الآجال و إيقاف هذا الإحتلال الغاصب عند حده.
و لهذا فتحت جنوب إفريقيا دفتر الشكاوى ضد الصهاينة, وبشأن توقعات بلاده لمآلات الدعوى والخطوات التالية لها، قال الدبلوماسي الجنوب إفريقي: “في نهاية هذه العملية، نتوقع إعلان المحكمة أن احتلال إسرائيل المستمر للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي”.
للتذكير أن العالم على مدى الأيام الـ140 الماضية، ظل يراقب برعب الهجمات المتواصلة على غزة، يوما بعد يوم , حيث سئمت البشرية جمعاء من صور أشلاء الأطفال و الشيوخ و العجائز و مناظر النزوح و المجاعة, و بات لزاما عقب هذا السيناريو الشنيع معاقبة كل من تسّبب في ذلك من قريب أو من بعيد.