تعلب أمريكا دور الجلاد و صاحبة الإستعطاف الإنساني من خلال موافقة و تكرم رئيسها “جو بايدن” على إسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة, تبركا بما تقوم به الأردن حاليا كنوع من المساعدة الإنسانية للمستعبدين في الأرض من بقايا الشعب الفلسطيني في المنطقة.
و يبدو أن الولايات المتحدة من خلال هذه الخرجة تريد إيجاد منفذ لها من الإتهامات التي باتت تطالها من كل حذب و صوب في وقوفها اللامشروط مع الكيان الصهيوني في حربه الظالمة ضد الغزاويين, و خصوصا أن اسم أمريكا وضع كطرف رئيسي في الحرب من خلال تلميحات محكمة العدل الدولية.
و لمّح بايدن أن شهر رمضان المقبل سيكون بادرة سلام على قطاع غزة, من خلال تلميحه بأنه يسعى لإيقاف النار على الأقل خلال هذه المناسبة الدينية حسب تعبيره, بينما يرى خبراء الجيوبوليتيك بأن اتخاذه شهر رمضان كذريعة من أجل انسحاب آمن للجيش الصهيوني الذي لم يحقق لحد الآن أي انجاز عسكري يحسب له في قطاع غزة.
حيث يعتبر العدوان الأخير على غزة ضربة موجعة للكيان العبري, الذي فقد الآلاف من الجنود و الضباط و لم يستطع تحرير و لا أسير من أسراه الذين لا يزالون يقبعون تحت أنفاق المقاومة الفلسطينية, التي ترفض لحد الآن التفاوض على الشروط الإسرائيلية, أين أعلنت على لسان قائدها يحي السنوار مؤخرا أن جميع الفصائل الفلسطينية لا تزال بخير, و هي جاهزة لحرب استنزاف طويلة الأمد ضد الجيش العبري.
للتذكير أن الصهاينة من خلال قصفهم الهمجي لقطاع غزة تلقوا العديد من الإنتقاذات على الصعيد الدولي, خصوصا عندما تم جرجرتهم من قبل نظام جنوب إفريقيا لأروقة محكمة العدل الدولية.
للإشارة أن الخرجة الإنسانية الإضطرارية الأخيرة للولايات المتحدة لإسقاط الغذاء على قطاع غزة, حتما سوف تجّر في طريقها تعامل مماثل لبعض الدول التي ستعوض إدخال مساعدتها من معبر رفح إلى الرمي العشوائي بالقرب من شواطئ غزة…و لله في خلقه شؤون.