لا يزال الرئيس الأمريكي بايدن ومعه أركان حكومته ، يتبنى الموقف العدواني البربري للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين ، ويطالب المقاومة الفلسطينية بتسليم الرهائن ، بحجة أن المقاومة بدأت الحرب على المحتل الصهيوني في السابع من أكتوبر بعملية طوفان الأقصى.
لا يا سيادة الرئيس بايدن، الكيان الصهيوني المحتل ، هو المعتدي الأول منذ بداية إحتلال فلسطين ، ولا يزال يمارس أبشع جرائم الاحتلال الوحشية بمحاصرة الفلسطينيين في غزة منذ 17 عاما، وحّول قطاع غزة إلى أكبر سجن مفتوح بالعالم.
ويبدو أن الرئيس بايدن وحكومته يريدون أن ينسى العالم تلك الحقيقة، بأن الكيان الصهيوني يحتل بقوة السلاح والدعم الأمريكي والغربي المستمر ، فلسطين منذ عام 1948.
ومنذ ذلك العام والكيان الصهيوني يمارس تهجير وقتل الفلسطينيين بكافة الوسائل الوحشية، ويرفض بإصرار تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي طالبت بعودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم وأهمها ( قرار رقم 194 الصادر بتاريخ 11/1/1948). وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334، المعتمد في 23 ديسمبر 2016، والذي يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية, بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأراضي المحتلة منذ عام 1967.
لقد قال الرئيس الأميركي أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بات بيد حماس بعد أن “قامت إسرائيل بما عليها ووفقت على مقترح مقبول”. وطبعا، نسي أن يذكر بصراحة، بأن إسرائيل المحتلة قامت منذ السابع من أكتوبر الماضي- بقتل 31 ألف فلسطيني وجرح 72 ألفاً ، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير الأحياء السكنية والبنى التحتية وتهجير وتجويع الناس في مختلف مدن غزة المحاصرة من الجو والبحر والبر.
كما تم اعتقال ما يقارب من 12 ألف فلسطيني من غزة . فالمقترح المعقول في نظر بايدن هو وقف النار لمدة 40 يوما، مما يمكّن إسرائيل من استعادة أسراها ويمنحها استراحة قصيرة من القتال بالميدان خلال شهر رمضان.
وبعدها يعود الكيان الصهيوني إلى متابعة حربه البربرية ضد 2.3 من الشعب الفلسطيني حتى يقضي على أكبر عدد منه ويشرد الباقي. ولم تقف إدارة بايدن بالإشادة بالمقترح الإسرائيلي ، وإنما تريد من مجلس الأمن تأييده، لجعل حماس بين خيارين: إما أن تخضع أو تبدو في موقف من يرفض وقف إطلاق النار على الشعب الفلسطيني.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة عارضت 3 قرارات بمجلس الأمن الدولي تنادي بوقف إطلاق النار في غزة، منذ بداية الحرب الأخيرة الوحشية على غزة. وأخيراً ، و مايجدر قوله للرئيس بايدن وللعالم ، بأن المقاومة الفلسطينية بعد 152 يوما من القصف المدمر والقتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين ، ما تزال تواجه وحشيةً الجيش الإسرائيلي المحتل في ساحات القتال، وتكبده يوميا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وبأن الكيان المحتل يحاول التضليل والخداع بأنه قضى على 70% من المقاومة الفلسطينية ، وبأن بقي علية الهجوم على رفح ليقضي على البقية.
والحقيقة ، أن الكيان الصهيوني المحتل يتفكك سياسيا من الداخل، وأكثر من نصف مليون صهيوني هاجروا إلى الخارج، ويعرف الخبراء الصهاينة والأميركان وغيرهم ، بأن المقاومة الفلسطينية لا يمكن القضاء عليها، وبأنها سوف تنتصر بصمود أبطالها الأسطوري، وبدعم الشعب الفلسطيني مع الشعوب العربية و أحرار العالم ، وستقوم قريبا دولة فلسطين المستقلة.