أصبحت النية مبيتة للقضاء على كل صنف من أصناف المقاومة في قطاع غزة و ذلك ما يظهر من خلال اللعبة التمثيلية بين نتانياهو و بايدن و إيهام الرأي العام على أنهما في خلاف بينما العكس يحدث في المواليس فما يقال بشأن رفض غزو رفح ما هو إلا ذر الرماد على العيون و خداع.
فمثلما تشير إليه آخر المعطيات فهناك اتفاق بين بايدن ونتنياهو على اجتياح رفح بعد عيد الفطر، وحينها سيُمنع دخول أي شحنات من معبر رفح، ولذا اتفقا على مسار بحري يخفف من الغضب الدولي نتيجة أعداد الضحايا المتوقع، ونتنياهو اعترف أنها فكرته، ويشاركه فيها مطبعون.
و ثمَّة أمرٌ عجيب .. فالجيش الأمريكي يقول إنه يحتاج لـ 20 يوماً (7 أسابيع) لإنجاز الرصيف البحري، وهي نفس الفترة التي يطلب فيها بايدن الهدنة المؤقتة خلال شهر رمضان والعيد قبل استئناف حرب نتنياهو على غزة ورفح!.
فهل يُعقل أن جيشاً هو الأول في الناتو يحتاج كل هذه الفترة لإنشاء جسر مساعدات إنسانية؟ (جسر المساعدات العسكرية الأمريكي لإسرائيل بدأ بعد 12 ساعة فقط من لحظة إعطاء الأوامر!.
و هو ما يبين أنه هناك خطة أمريكية إسرائيلية، تحظى برضى إقليمي، هدفها تجريد المنطقة من أي عناصر قوة، في مقدمتها القوة العسكرية والتصنيع (يشمل تصنيع السلاح الخفيف)، واستئصال المعرفة من خلال تصفية أي عناصر لديها خبرة في هذا المجال.
ولذا فإن الخطة هي مواصلة الحرب، وإبادة غزة وعوائلها وخبراتها، وتدمير جامعاتها ومدارسها، وقتل أطبائها وسحق مشافيها، ويشمل ذلك مناطق أخرى في الشرق.
فحسب آخر التطورات فالغرب يحضر لحرب ضروس تختلط فيها جميع الأعراق على الطريقة العلوجية، ولكن حسب الخبراء الجيوسياسيين فالعالم الغربي سوف يخطأ التقدير مرة أخرى، لأنهم قوة هابطة، وشعوب المنطقة تكتنز القوة الصاعدة، ونقترب من نقطة انقلاب الكفَّة.
فما تشهده الإنسانية من انتفاضٍ غير مسبوق، يؤكد أن قطار التغيير لن يعود إلى الوراء. ولا تنسوا ما صرح به أحد كبار الضباط الصهاينة- قائد الفرقة 98 بالجيش الإسرائيلي ” رؤوسنا تطأطأت بسبب الفشل في 7 أكتوبر وفي الوقت نفسه نحارب العالم يتغير بسرعة هائلة وصادمة لمن كان يتحكم بمقدراته”.