ظهرت معالم تشكيلة المحاربين بشكل إيجابي مجددا بعدما خفتت منذ الإقصاء المّر للخضر في التصفيات النهائية لموديال قطر, حيث أنه و بلا حساسيات و لا مبالغة أظهر رفاق ياسين براهيمي عزيمة من أجل تصحيح الأخطاء من خلال وقوفهم الند للند أمام منتخب جنوب إفريقيا الذي اعتبر تعادله أمام الجزائر بمثابة خسارة, أين طمع أبناء البافانا بافانا بالعودة بكامل الزاد.
و رغم اقتسام المحاربين لنقاط المباراة في ميدانهم, إلا أن الغرينتا التي افتقدها الخضر استطاعوا استرجاعها من خلال الخطط التكتيكية الجديدة التي اعتمدها المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي استطاع بفضل سياسة إعطائه الفرصة لجل العناصر التي كانت نادرا ما تلعب في العهد السابق أن تأتي بأكلها.
و يبدو أن مباراة بوليفيا و جنوب إفريقيا يكون من خلالها التقني السويسري قد استطاع أن يرسم ملامح تشكيلة المستقبل, التي إن تواصلت اللحمة ما بين عناصر التشكيلة, فحتما سيكون الوضع مغاير مستقبلا و سوف يعود عهد معانقة النجاحات من جديد.
و لا يعني هذا الكلام بأن الأمور باتت مضبوطة مائة بالمائة, بل هناك بريكولاج كبير ينبغي على بتكوفيتش أن يقوم به في التشكيلة الوطنية, بدءا في ترميم القاطرة الخلفية التي ظهر عليها التهلهل و التململ , حيث ينبغي تدعيم التغطية من جهة آيت نوري الذي ظهر بأن معظم الأخطاء الدفاعية التي انتهت بتلقي الأهداف جاءت من على مستواه.
دون نسيان أن ماندي بات هو الآخر يرتكب العديد من الأخطاء الكارثية, بالمقابل ينبغي التنويه بالفرص التي بات يعطيها بيتكوفيتش لمن كانوا من بين المهمشين على غرار قندوسي و بن رحمة في انتظار ضبط التشكيلة الأساسية مستقبلا.
للتذكير أن رجل المباراة كان بن زية بدون منازع, الذي أمضى هدفا مميزا على طريقة الكبار عن طريق مقصية عالمية, و استطاع بفضل تمريراته الميليمترية أن يكون سّما قاتلا في دفاع البافانا بافانا…فحظ سعيد و مستقبل واعد للمحاربين في باقي الاستحقاقات.