ونحن نعايش كجزائريين العقوبة الكروية الظالمة و هي تسقط على رأس نادي اتحاد العاصمة من قبل لجنة الكاف, لم أندهش و لو للحظة لمثل هكذا تصرف, فما صدر عن هاته الهيئة الكروية التي من المفروض أن تقف في صف العدالة و في صف الحركات التحررية و تصفية الاستعمار يعتبر تكرار سيناريو ما قامت به الفيفا خلال حرب التحرير الجزائرية.
فلا يخفى للجميع أن ميلاد منتخب جبهة التحرير الوطني خلال سنة 1958 و الذي ضم خيرة اللاعبين الجزائريين الذين كانوا ينشطون في أشهر الأندية الفرنسية على غرار قدور بخلوفي و رشيد مخلوفي و زوبة و معوش و الإخوة سوخان و زيتوني و كادير فيرود, كان بمثابة غّصة تعرض لها منتخب الديكة الذي كان يمّني نفسه بأمثال هؤلاء الأيقونات أن يتوج باللقب العالمي خلال مونديال السويد.
لكن فرار النجوم الكروية الجزائرية و اصطفافهم لصالح القضية الوطنية و حرب التحرير المجيدة, حال دون تحقيق هذا الحلم, و عندها لم تقف الفيفا باعتبارها أعلى هيئة كروية دولية موقف الحياد, بل اصطفت إلى جانب فرنسا و الحلف الأطلسي.
فإضافة إلى تجريد الجزائريين من اللعب بشكل رسمي مع باقي المنتخبات العالمية, راحت الفيفا تهدد باقي دول المعمورة بعقوبات تصل حد الإقصاء من المنافسات الكروية إن قاموا باستضافة منتخب الأفالان أو حتى التفكير لملاقاته وديا.
و رغم هاته التحذيرات استطاع زملاء مخلوفي و الرويعي أن يكسروا قاعدة الفيفا الجائرة, و خاضوا العديد من اللقاءات الكروية الودية مع فيتنام و يوغسلافيا و الصين و تشيكوسلوفاكيا و الاتحاد السوفياتي, و استطاعوا من خلال ذلك تمثيل الثورة الجزائرية على خير وجه, حتى أن زعيم فيتنام الجنرال “جياب” قالها عند هزيمة بلاده من قبل منتخب الأفالان أن ذلك الانتصار يعتبر إرهاصا لاستقلال الجزائر و خروج المستعمر الغاصب.
لذا فما أشبه الأمس يالبارحة فالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باتت تقتبس نفس تصرف الفيفا, و راحت تزّكي عن قصد استعمار المغرب للصحراء الغربية بسماحها برسم الخريطة الوهمية على قمصان نهضة بركان, و عوض أن تضع حد لهذه المهزلة و الهولوكوست الرياضي, راحت تعاقب لياسما التي رفض مسؤولوها و لاعبوها و أنصارها و كافة أنصار الجزائر الاعتراف بالغطرسة التوسعية المخنزية…عفوا المخزنية.
و ما دام الأمر كذلك فما عسانا كجزائريين سوى انتظار ما ستسفر عنه مظلمتنا أمام المحكمة الرياضية الدولية “التاس”, و أما فيما يخص التأهل للدور النهائي من عدمه ف”طّز” في التتويجات و “طّز” في الكؤوس التي تأتي على حساب القضايا العادلة و التي نزّكي من خلالها نحن كجزائريين حق الشعب الصحراوي في استقلاله و ترسيم حدوده.