تقول المصادر التاريخية الموّثقة بأن كتائب جنود المغرب الأوسط البلد الذي يحمل اسم الجزائر حاليا, يكونون من الأوائل الذين لبّوا آذان الجهاد عندما صدحت به مآذن القاهرة و ما حاورها على عهد الناصر صلاح الدين, حتى أن فاتح القدس اعتبر الجزائريين حينها من خيرة أجناد الأرض و اقتطع لهم أرضا سميت حينها حارة المغاربة, التي تزال قائمة لحّد الساعة و التي يريد الصهاينة تمويهها عبر حائط المبكى المزعوم.
و لعل أكبر دليل يثبت هاته الوقائع, هو تعّرض إحدى سواعد الولّي الصالح دفين تلمسان سيدي أبي مدين شعيب للبتر, أين دفنت هنالك و لا تزال إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
و يبدو أن تلك اليد الشريفة التي حملت السيف يوما ذودا عن القدس و مقدسات الأمة, لا تزال ممدودة للشعب الفلسطيني و المضطهدين فوق الأرض, فمن كرامات هذا القطب الربّاني أنه لحد كتابة هذه الأسطر لا يزال الجزائريون على العهد باقون و لم يبّدلوا تبديلا عن حب فلسطين.
فرغم التعتيم الإعلامي الذي يقوم به الصهاينة و عملاءهم المنبطحون و المطّبعون من أجل تغييب الدور الجزائري الناصر للمقاومة الفلسطينية لكي تبقى في معزل قصد إطفاء نار لهيبها, يأبى الفلسطينيون عن بكرة أبيهم إلى إلقاء تحية العرفان و الإجلال للمدد الجزائري.
و لعل من كلامنا هذا نقصد ذلك الفيديو القصير الذي سّربه عبر منصات التواصل الاجتماعي أحد الشبان الغزّاويين و هو يستعرض ذلك الكرتون الذي حمل مساعدات عينية جزائرية لأهلنا المحاصرين جورا في فلسطين, و كم كانت لفتة ذاك الشاب جميلة و هو يعّدد المساعدات التي صنعتها السواعد الجزائرية و يشكر كل الجهات التي قامت بالسهر على إيصالها.
و افتخر جميع الفلسطينيين الذين استقبلوا تلك المساعدات عبر تعاليق إيجابية في العالم الافتراضي, بما تقوم به الجزائر على الصعيدين الديلوماسي و التضامني مع فلسطين, و كأن بركة يد أبي مدين شعيب الجزائري التلمساني التي بترت و دفنت هنالك, تأبى إلاّ أن تجزل بكرمها و تعيل الثكالى و الأرامل و قوافل الجرحى و عائلات الشهداء, معلنة أن اليد الجزائرية لا تزال معطاءة و سخية في حين غّلت عن قصد أيدي المطّبعين و المتنّطعين فشّتان بين اليدين و ما بين الثرى و الثرية…و لا يزال للقصة بقية.