ما قل ودل

على وزن عدم اعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر…واشنطن لا ترى ما يجري في غزة إبادة

شارك المقال

يتواصل مسلسل التشابه بين ما يجري في غزة من قتل و دمار مع ما جرى على نفس الشاكلة أو أكثر خلال الثورة الجزائرية المجيدة, حيث أن ما جرى للشعب الجزائري و ما يجري في فلسطين وجهان لعملة واحدة, و هي الروح الإستعمارية الصهيو-صليبية التوسعية الغاشمة التي تنبع من عالم الظلم و الظلمات.

و سبحان الله على شاكلة عدم اعتراف الرئيس الفرنسي الأسبق ديغول و من قبله سوستيل, و زمرة الكتاب و الفنانين و النقاد الفرنسيين بجرائم بيجار و ماسو و أوزاريس و من تفننوا في تعذيب و ترهيب الجزائريين, هاهي اليوم واشنطن على لسان الناطق للبيت الأبيض  مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان تصرح أن إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تعتبر مقتل الفلسطينيين في غزة على يد إسرائيل في حربها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إبادة جماعية.

و من هنا تتطابق أفعال الإستعمارين الفرنسي و الصهيوني مع ما قام به إخوة يوسف الذين رموه في البئر و جاؤوا بدم كذب كنوع من التهرب من المسؤولية الجنائية التي ما انفكت تتساقط على إسرائيل, أين أضحى رئيس وزرائها قاب قوسين من الاعتقال, إن تم تنفيذ القوانين بحذافيرها, مثلما  نفذت على اليوغسلافي السابق ميلوزوفيتش و الإيفواري كباقبو و بدرجة أكبر ما تعّرض له الشهيد صدام حسين.

فإذا كانت أمريكا تنظر لما يجري في غزة بمنظار اللاعتاب, فإنها بدأت بحق تناقض مبادئ دولتها, التي أقسم أوائل البروتستنت أنهم سيصونونها مثلما جاء في وثيقة “الماي فلاور” و من بعدها وثيقة الاستقلال, لكن يبدو أن دمقرطة العالم التي تدّعيها واشنطن ما هي إلا ذر الرماد على العيون.

ذات المنطق الذي تمشي عليه أمريكا و سبقت أن مشت عليه خلال حرب فيتنام, سوف يؤدي دونما شك لتفكيكها من الداخل, حيث أن إرهاصات الهزيمة في “هانوي” بدأت تتجسد من خلال الرفض الجماهيري لما يجري في غزة, فالشوارع الأمريكية لا تزال تغلي و معظم الفنانين و الرياضيين باتوا يهدون بعض من مداخيلهم لأهلنا المضطهدين في غزة, حتى أن حفلات التخرج الجامعية باتت تهدى على شرف من سقط و يسقط في معركة الحرية في فلسطين.

لذا بات لزاما أن تنال فلسطين استقلالها و بشروط الكرامة التي ناضلت الجزائر و لا تزال تناضل للاستحواذ عليها على الصعيد الأممي, فمثلما يقول المثل ما ضاع حق وراءه طالب, فما بالك أن طالب الحق في أرض الديانات هم عوائل الشهداء و الثكالى و الأطفال الجرحى و….و….و….و لا يزال للحديث بقية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram