ما قل ودل

ترونه بعيدا و نراه قريبا

شارك المقال

يأبى الفلسطينيون الأحرار إدارة ظهرهم لما تقوم به مقاومتهم الباسلة التي تتبناها حركة حماس التي تتفرع منها معظم الكتائب, حيث لا يزال هؤلاء الأشاوس أصحاب الكلمة العليا في الحرب الدائرة بين أصحاب الأرض و الغزاة الصهاينة.

فرغم رغبة مسؤولو الكيان الغاصب رفقة المطبعين و من جاء على شاكلتهم تغييب دور المقاومة لإطفاء اللاشرعية على من فّجر السابع من أكتوبر, يأبى الفلسطينيون خصوصا سكان قطاع غزة رغم خسائرهم البشرية و المادية الفادحة التنكر لمن أراد أن يرفع شأنهم و يسعى لاسترداد أرضهم و من قبلها كرامتهم.

فذات المنطق الذي يسعى لشيطنة المقاومة يستذكرنا بما فعلته فرنسا في الجزائر إبان الثورة التحريرية المجيدة, و اعذروني من هذا المنبر أنه دائما أقيم أوجه التشابه ما بين الثورتين, لأن المعطيات رغما عنها توحي بتشابه بيانات انتفاضة الشعبين الجزائري و شقيقه الفلسطيني.

ففرنسا منذ أن اندلعت هجمات الشمال القسنطيني التي تشبه في ضراوتها طوفان الأقصى, أرادت منذ تلك الفترة الزمنية أن تشيطن القائمين على ثورة التحرير المجيدة, من خلال إظهار مسؤوليها على أنهم يودون ركوب الموجة, و أنهم يعيشون في الخارج بينما المجاهدون حسب زعمهم يضيعون أوقاتهم و يضحون لأجل رفاهية من كانوا يمثلون الثورة دبلوماسيا على الصعيد الدولي.

لكن رغم تلك الشيطنة ازداد حب الجزائريين و تعلقوا بجبهة التحرير الوطني التي كان ذراعها العسكري حينها جيش التحرير الوطني, حيث عرف الجزائريون حينها أنه لا خلاص من براثن الاستعمار سوى وضع الثقة في ممثليهم و الاندماج في صفوف الثوار و حمايتهم و الذود عنهم.

كيف لا و جذوة الثورة ظلت مشتعلة منذ عملية البريد المركزي التي نفذها في مدينة وهران الرعيل الثوري الأول من مقاس أحمد بن بلة و حسين آيت أحمد و بوشعيب و غيرهم من الأشاوس, لذا فرباطة جأش هؤلاء و تمسك القاعدة الجماهرية بتخطيطاتهم التي ظلت تحمل بصمة السرية و أجهزت على جهاز المخابرات الفرنسية من عيار ال”دياستي “الذي كان من أبرز الأجهزة المخابراتية على الصعيد العالمي حينها.

و لهذا فسّر نجاح الثورة الفلسطينية يكمن أيضا في التفاف القاعدة الجماهرية و الثقة المتبادلة مع مسؤولي المقاومة الفلسطينية التي نجحت مخططاتها بعد التئام شملها عقب مؤتمر القمة العربية المنعقدة في الجزائر, أين تجسد الصلح ما بين الفصائل بسياسة توحيد الساحات, و هو ما يبّشر حتما بنصر مؤّزر مبين في المستقبل القريب…و ترونه بعيدا و نراه قريبا و المجد و الخلود لشهداء الجزائر و فلسطين و التحية و العرفان لكل أبطال الحرية في أرجاء المعمورة.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram