ما قل ودل

توصيات التظاهرة الدولية شهر الترجمة في الجزائر الطبعة الأولى…تنظيم أكاديميّة الوهرانيّ للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافيّ

شارك المقال

نظّمت أكاديميّة الوهرانيّ للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافيّ التّظاهرة الدّوليّة الأولى من نوعها في الجزائر الطّبعة الأولى بتقديم سلسلة من المحاضرات العلميّة بشكل يوميّ، وأشرفت على التّظاهرة البروفيسور سعاد بسناسي أستاذة اللّغويّات بجامعة وهران1 وعضو المجلس الأعلى للّغة العربيّة بمرسوم رئاسيّ، ومديرة مخبر اللّهجات ومعالجة الكلام، ومديرة ورئيس تحرير مجلّة الكلم المحكّمة المصنّفة، وهي مؤسّس الأكاديميّة ورئيستها، وهي كذلك صاحبة فكرة ومقترح تنظيم التّظاهرة التي لقيت استحسانا وقبولا من الهيئات العلميّة والمؤسّسات المنسقة ومن طرف المشاركين جميعهم من داخل الجزائر وخارجها.

وبتنسيق كريم من المجلس الأعلى للّغة العربيّة برئاسة البروفيسور صالح بلعيد الذي ألقى كلمة افتتاحيّة مطوّلة ثمّن الفكرة وشجّع أكاديميّة الوهراني للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافيّ على تبني مشروع رائد وواعد يتمثّل في الاشتغال على ترجمة المخطوطات وكلّ ماله صلة بالتّراث العربيّ استنادا إلى تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ والتّرجمة الآليّة، واختتمت التّظاهرة بجملة من التّوصيات تجاوزت عشرين توصية ممّا يدلّ على اهتمام المشاركين بموضوع التّرجمة والتّراث وتعطّشهم للاشتغال على ما طرح من أفكار في مختلف المحاضرات، ويمكن أن نجمل التّوصيات في الآتي:

  1. الاهتمام بالترجمة بوصفها   الوسيلة   الأهم لنقل المعارف والعلوم والثقافات من الآخر وإلـى الآخر أيضًا، فبها نتعرف ثقافات الشعوب الأخرى وعلومها، ونعرّف الشعوب الأخرى بالثقافة والعلوم العربية.
  2. الترجمة عملية تفسير وإبداع واتصال، وليست نقلا حرفيا للكلمات، مما يتوجب أن يكون المترجم متمكنا من كلتا اللغتين، التي يترجم منها، والتي يترجم إليها، وعليه أن يضع المتلقي في حسبانه، وأن تكون الترجمة قريبة من قاموسه اللغوي، وإدراكه المعرفي.
  3. تعد الترجمة أهم روافد الثقافة، وبمثابة لغة حوار دائم بين الحضارات والثقافات المختلفة، وظاهرة ملازمة للبشرية فـي ظل اختلاف وتعدد الشعوب واللغات، شريطة أن تكون عملية متصلة، متكاملة، وليست عشوائية، تخضع لجهود فردية وأجندات أجنبية.
  4. ينبغي إعلان الترجمة بوصفها مشروعًا وطنيا في كل قطر عربي، وأيضا مشروعا عربيا يشمل الأمة العربية بأسرها، والقيام بها بشكل مكثف ومنظم وفق خطة تغطـي المجالات المطلوبة لتحديث المجتمع.
  5. ضرورة إنشاء مراكز وطنية وعربية للترجمة تعنـى بشؤون الترجمة ورسم استراتيجيتها لتحديث المجتمع فـي مختلف المجالات، بأن تتكامل ترجمة العلوم الإنسانية، مع العلوم التطبيقية والتقنية، فلا يطغى علم أو فن أو أدب على غيره.
  6. من المهم أن تكون لكل مركز ومؤسسة معنية بالترجمة خطة زمنية، لترجمة العلوم والفنون والآداب، على أن يكون هناك تنسيق بين المراكز العربية، والقطرية، كي لا يتم تكرار الترجمة، ومن أجل تنسيق الجهود، وتكامل المعارف، والثمرات.
  7. ضرورة الدعم المعنوي والمادي السخـي لمراكز الترجمة، سواء كانت تلك المراكز مستقلة أو حكومية أو تابعة لجامعات أو أي مؤسسة كانت.
  8. إعداد أجيال جديدة من المترجمين، في كافة اللغات، يتم اختيارهم من كليات اللغات والترجمة في الجامعات العربية، على أن يتم تدريبهم على طرائق الترجمة ومناهجها، وأساليبها، وسبل تلافي الأخطاء المكرورة.
  9. تعرّض العالم العربي إبان الحقبة الاستعمارية وبعدها، وإلى يومنا، إلى غزو فكري وثقافي وقيمي وكانت الترجمة إحدى وسائله، فتُرجمت كتب وروايات وآداب نشرت قيم وثقافة الآخر الغربي، التي تخالف قيمنا وهويتنا الثقافية، ولذا نشدد على أهمية وعي المترجم العربي بهوية الأمة وقيمها، سواء في النصوص المختارة للترجمة أو في المتن المترجم.
  10. لابد أن تكون الترجمة فصيحة راقية، بأساليب راقية بليغة، ونؤكد هنا رفضنا لكل الترجمات التي تتم بعاميات الأقطار العربية، بدعوى السهولة والانتشار، فهي ترجمات تكرّس العاميات بوصفها لغات قطرية، وتقصي الفصحى بوصفها لغة حضارية وثقافية.
  11. تشجيع تعلم مختلف اللغات لإعداد مترجمين أكفاء، فأكثر الترجمة من اللغة الإنجليزية ثم الفرنسية، وتتضاءل بقية اللغات نوعا ما.
  12. يجب أن تكون الترجمة متعددة فـي مختلف المعارف، وأن لا تقتصر على مجال واحد فقط، في إطار خطة لنشر الثقافة في المجتمع‏.‏
  13. الاهتمام بالترجمة العكسية، وترجمة أنفسنا للآخر بالشكل الصحيح، فلا بد أن يرانا الآخر على الوجه الصحيح؛ لتفادي ضيق الأفق والعصبية والصدام مع الآخر، وهو ما يستلزم جيلا جديدا ونوعيا من المترجمين العرب، مع مؤسسات مدعومة، لترجمة الآداب ومختلف العلوم والمنجز المعرفي العربي التراثي والحديث والمعاصر إلى اللغات العالمية.
  14. إنشاء مركز عربي لدراسة المصطلح وتوحيده في اللغة العربية للحد من فوضـى المصطلحات، بالتنسيق مع المجامع اللغوية العربية، من أجل صياغة ونحت المصطلحات المترجمة، بشكل جماعي، على أن تقام المؤتمرات والندوات الدولية في هذا الشأن.
  15. إعداد معاجم متخصصة تساعد المترجمين علـى الترجمة، يراعـى فيها توحيد المصطلحات.
  16. الاهتمام بالترجمة من خلال لغات الحضارة الإسلامية، وضمن نطاقها الثقافي والحضاري، بأن نترجم من الفارسية والتركية والأوردية وغيرها، فكلها تخرج من مشكاة واحدة، وهي الثقافة الإسلامية، فهو مما يزيد أواصر الصلة بين أبناء الحضارة الواحدة.
  17. وضع كتب ومؤلفات، وإقامة مؤتمرات حول أشهر الشخصيات العربية المتخصصة في الترجمة، مثل محمد عناني، وصالح علماني، كمال أبي ديب، أحمد العلي، منير البعلبكي.
  18. من الأهمية بمكان أن تعتني كليات وبرامج الترجمة في العالم العربي بعلوم الترجمة المتخصصة، ومناهجها، وأيضا تقاطعها مع علوم أخرى مثل السيمياء والدراسات الثقافية.
  19. لابد من الوعي أن ترجمة الأعمال الأدبية مثل الشعر والسرد والمسرح، تحتاج إلى مهارات إبداعية وجمالية خاصة من قبل المترجم العربي، وهي تختلف عن ترجمة العلوم التطبيقية.
  20. لا بأس من إعادة ترجمة بعض الكتب، إذا كان هناك أوجه قصور في الترجمة الأولى، مثل غموض بعض الفقرات، ووعورة الأسلوب، وعدم استيفاء الهوامش والتعليقات.
  21. إذا كنا نتحدث عن برامج لتدريب المترجمين، فيتوجب أيضا النظر في طرائق التدريب المترجمين، حتى تسير عملية التدريب على هدى وأسس تربوية وتعليمية واضحة.
  22. ننادي بترجمة الوثائق التاريخية، مثل الوثائق التركية في الأرشيف العثماني وهي ترصد الكثير من تاريخ الأمة المسلمة، وكذلك ثائق قوى الاستعمار السابقة، كي نتعرف على رؤى الاستعمار، وما قام به في بلادنا، إبان الحقبة الاستعمارية، وأيضا كيف نظر لشعوبنا.
  23. لابد من الانتباه إلى برامج الترجمة الموجهة إلى العالم العربي، من قبل المؤسسات الدولية، والتي تسعى لنشر ثقافة الآخر، بوصفها ثقافة عالمية أحادية، تستهدف تغريب الأمة.

وفي اختتام التّظاهرة قدّمت البروفيسور سعاد بسناسي كلمة شكر للجميع وخاصّة طاقم أكاديميّة الوهرانيّ للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافيّ، واللّجان التي اشتغلت على قدم وساق لشهور دون توقّف من أجل إنجاح التّظاهرة.

وقدّمت د. سماح حيدة عضو الأكاديميّة كلمة نيابة عن اللّجنة العلميّة التّي كانت مناصفة مع د. خديجة مرات عضو الأكاديميّة، وعن لجنة التّنظيم كلمة د. إبراهيم يحي الذي تكفل بالبث طيلة أيام التّظاهرة واشتغل معه في الجانب التنظيمي من حيث النّشر والإعلام والتّواصل عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ والصّفحات الرّسميّة للأكاديميّة أ. خير الدين عسلي.

واستمرّ التّنسيق بين اللّجنة العلميّة والتّنظيميّة والتّنسيقيّة مع أ. دريم نور الدين وأ. صفية بن زينة، كما تفضل أ. مصطفى عطية عضو الهيئة العلمية والاستشارية بالأكاديمية بتلاوة نص التّوصيات، والبروفيسور خليل نصر الدين بكلمة عن الهيئات المنسّقة، وكلمات ختام بلغات مختلفة أولها العربية بصوت د. سماح حيدة عضو الأكاديمية، والأمازيغيّة بصوت د. حياة بناجي عضو الأكاديمية، الإنجليزية بصوت البروفيسور زهرة العابد عضو مخبر اللّهجات ومعالجة الكلام الدي تديره البروفيسور سعاد بسناسي، وعضو الأكاديمية.

كما قدمت كلمة باللّغة الإسبانية، وباللّغة الفرنسية البروفيسور حداد فتيحة عضو الأكاديميّة، واللّغة الكوريّة أ. العالية زداق من وهران، واللغة التركية د. محمد شوش  من تركيا عضو الهيئة العلمية والاستشارية  بالأكاديمية، والبروفيسور كمال رضا الموسوي رئيس قسم الدراسات اللغوية والترجمية ببيت اللسانيات بالعراق وعضو الهيئة العلمية والاستشارية بالأكاديمية قدم كلمة باللغة التركية، وباللغة الروسية د. محمد سعيدي من وهران، اللغة الألمانية د. فايز آل عثمان جامعة الملك سعود بالسعودية، واللغة الصينية د. ياقيان هو جامعة الملك سعود.

واختتمت البروفيسور سعاد بسناسي فعاليات التظاهرة الدولية شهر الترجمة في الجزائر الطبعة الأولى على  أمل اللقاء بالجميع في الطبعة الثانية بحول الله تعالى، وانتظارا للمؤتمر الدولي المزمع عقده احتفاء باليوم العالمي للترجمة.

 

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram