ما قل ودل

ذكرى مُرور خمسة قُرون على وفاة الشّيخ أحمد بن يوسف الملياني (1524-2024)

شارك المقال

تمّر هذا العام ذكرى مرور خمسة قرون على وفاة الشيخ أبي العباس أحمد بن يوسف الملياني -بحسب من رأى وفاته 24- (1524-2024)، إنّه حلقة مركزيّة في سِلسلة مشايخ التّصوف والشّاذليّة، فأغلب الزّوايا والطُّرق الصُّوفيّة في المغرب العربي وبعض البلدان الإفريقية تجِد سَندها التّربوي والوِرْدي في تراث الوليّ الملياني الذي نعته تلميذه وابن تلميذه أبو عبدالله محمد بن محمد بن أحمد بن علي الصبّاغ القَلعي في ترجمة وافية بهذا الوصف “زَمْزَم الأخيارِ ومعَدن الأنوارِ”، وقد تميّز تصوّفه بالدّعوة إلى التّجديد والإصلاح رغم ما نُسب إليه من أقوالٍ وكرامات فيها المبالغة، وتبيّن أثَر هذا الاتجاه الإصلاحي في نُصوص بعض تلاميذه، وما ألّفه بعض المتصوّفة الجزائريين في مرحلة لاحقة مثل الشّيخ محمد أمزيان بن علي الحدّاد (ت 1873) في كتابه “تقييد التّصوّف”.

يعتبر الشيخ أحمد بن يوسف الدّامودي المريني الهوّاري الرّاشدي الملياني أبرز فقيه وصُوفي قاوم الظّلم ودعا إلى العدْل وحماية ثُغور المسلمين بعد سقوط غرناطة، وكان تحالُفه مع خير الدين بربوس وأخوته الأتراك من أجْل صَدّ هجومات الصّلبيين واعتداءاتهم على سَواحِلِنا، وقد عرّضته مواقفُه السّياسيّة إلى السّجن والمحَن زمن الدولة الزّيانية في هرمها، ولكنّه جاهَد وصابَر ورابَط من أجْل العلم والوطن، ففتح المدارس القرآنيّة والعلميّة في البلاد التي وطَنَها فتخرّج على يديْه شيوخٌ أصبحوا مراجِع في علوم الظّاهر والباطِن، وامتدّ تأثيره إلى البلدان المجاورة وتشكّلت فرقٌ صوفيّة باسمه وباسم طريقته.
إنّ الشّاذليّة مع الشيخ أحمد بن يوسف الملياني (دفين مليانة) شهدت انتشاراً أوسَع وتميّزت بالدّعوة إلى الالتزام بالكتاب والسّنة، والاهتمام بالوطن وقضاياه واعتبار ذلك من الدّين.
Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram